كان صدور البخت بمثابة إعلان ويجز أنه لم يعد يختزل فنه في إطار الراب، واستكمالًا لتوسع جماهيري بدأه النجم الشاب في رحلته نحو تصدر مشهد الراب ثم مشهد الأغنية المصرية. لم تكن المرة الأولى التي نسمع فيها ويجز يغني بمفردات الحب والتيه والتردد، فطالما سرد ويجز علاقته المضطربة بالحب في أغنياتٍ مثل حوريه، حيث يقول "أنا سم إوعي تحبيني، اتغرَّب وأدعي تحنيلي/ حورية بغرق سامحيني، للبر حاولي تشديني"، أو تغنى بالمحبوبة بكلماتٍ تحمل لمحة صوفية في أغنية يمامة "حيدي عيونك قتَّالين/ بيشدّوني وصيَّادين/ وأنا روحي ما تساويش/ بنور الله إحنا الدراويش".
ورغم أن مسيرة ويجز ما تزال في عامها السادس، إلا أنه قد غيَّر شخوصه الفنية مراتٍ عديدة وتطوَّر أدائيًا وأسلوبيًا على نحوٍ يجعل البخت تبدو وكأنها لفنان آخر، ليس ويجز المشاكس ابن الشارع الذي وقف بين التكاتك ليغني متبجحًا: "أنا سني صغيَّر عمري قصيَّر/ طفولة جافة عليك اتغيَّر"، أو حتى الذي غنى في تخلٍ وقوة والبحر من خلفه: "واحد وعشرين، ولساني ستين/ ولساني سكين، وإنساني لو تقدر/ بنعجِّز ونشيب، بنعجِّز ونكسَّح/ وبتيجي تتمسَّح، بتمسِّك وأسيب/ بتملِّك وأبيع، بنفلّ الحديد".
لم يخف ويجز يومًا قدرته على الأداء الغنائي، فعلى مدار الستة أعوام الماضية كان دومًا يستعرض أصواته المتعددة بين الأغنية والأخرى، متنقلًا بين الخشونة والحدة والضبابية، حتى أنه لم يتردد في استخدام صوت فالستو مستعار في تعاونه الوحيد مع مروان بابلو في دايرة ع المصلحة، على نحوٍ لا يخفي تأثره بجماليات الريذم آند بلوز.
لكنه بشكلٍ ما تخلى عن كل ذلك، ليقدم السهل الممتنع في البخت بكلماته ولحنه وأدائه الهادئ الأقرب للاستسلام لواقعه كمحب مأزوم بلا إجابات. تخلى ويجز عن أصواته المعروفة لصالح صوت أنعم، وأكثر أريحية وانسجامًا مع إيقاعات وأنغام الأفرو بوب التي أبدع رحال في إنتاجها. ليخرج علينا ويجز متجردًا من أسلحته وحِدَته شاكيًا حاله: "والله ووقعت، بفكر فيك/ كتير بالي عليك مشغول/ وأنا بتصعب عليَّ حالي/ وأنا باكتبلك كلام معسول"، ويرتحل بعيدًا عن مشهد الراب الذي لا يمل نجومه من الدسّات والتبجح والتفاخر بالتفوق على المنافسين كإحدى أبرز جمالياته.
تكمن أهمية ويجز في كونها أغنية بوب مغايرة تسد فجوة غياب صوت يغني للشباب، بمفردات وثيمات أكثر ذاتية وقربًا لعالمهم من القوالب التي تقدمها أغنيات البوب التقليدية.