لقد حان الوقت للرقص على أنغامها، هكذا علقت إليسا على أغنيتها الجديدة أنا بتمايل على الـBeat التي قامت بإصدارها البارحة، والتي طال انتظارها وتأجلت بسبب وجود بعض المشاكل والعقبات مع الشركة صاحبة حقوق التوزيع. كما هو متوقع، توجهت الأغنية إلى صدارة قوائم الاستماع في العديد من البلدان العربية خلال أقل من ٢٤ ساعة على إصدارها.
تحمل الأغنية توقيع الكاتب والملحن عزيز الشافعي، الذي نجح بصناعة أغنية إيقاعية راقصة تتناسب مع نغمة الشجن في صوت إليسا. ترقص إليسا وحدها بشكل منفرد في أجواء احتفالية صاخبة، ليعكس صوت إليسا على هذه الصورة حالة من الحزن الدفين الذي تخفيه الأجواء المبهجة التي صورتها إنجي جمال في كليب الأغنية. عبر السنوات أثبتت إليسا أنها أفضل من يؤدي هذا الصوت الداخلي العميق، الذي يخالف الحالة العامة للموسيقى.
بصريًا، يظهر في الفترة الأخيرة أن الرقص المنفرد قد بات ثيمة دارجة في أغاني البوب العالمية، وأن العديد من فيديوهات الأغاني الهيت التي صدرت مؤخرًا تدور حول هذه اللقطة. لكن هذه الثيمة ترتبط عادةً بتزامن مثالي بين الإيقاع الخارجي للموسيقا والإيقاع الداخلي لمؤدي الرقصة، أما إليسا، فجسدها متحرر ويتراقص على الإيقاع، لكن روحها تعيش بإيقاع بطيء مختلف تماماً، إذ تشعر أن حالة الوحدة تحاصرها رغم أنها محاطة بالجموع، ولا أحد يدرك ذلك "وطول الليل بضحك في وش الناس و قلبي بيتعصر/ مين اللي فيهم زيي قاسى ولا مين زيي خسر/ وبيشوفوني يحسبوني إني برقص عالأغاني/ وأنا فمكان تاني معاك يا حبيبي أنا فمكان تاني".
تتمحور فكرة أنا بتمايل على الـ Beat حول وجود تفاوت ما بين الأداء والإيقاع لرسم حالة عاطفية خاصة في ساحات الرقص، مما يجعلها من بين أفضل أغاني إليسا الإيقاعية السريعة الصادرة منذ وقت طويل؛ ففي البداية، وقبل أن ترسم إليسا هويتها الصوتية المميزة وترسخ مكانتها الأيقونية بما قدمته من أغنيات عاطفية باللهجة المصرية، أدت العديد من الأغاني الإيقاعية السريعة المحبوبة، كما في أغنية بدي دوب وبستناك. أما مؤخرًا بدت إليسا أكثر ميلًا إلى استخدام نبرة أداء مفعمة بالإحساس والشجن، ربما بسبب تفضيل الجمهور للأغاني الحزينة بصوتها، كأغنية حبك وجع التي كان لها الدور الأبرز في تحديد المسار الذي اتبعته إليسا في مسيرتها.