ربما لا توجد فرصة أنسب من صدور ألبوم ظاظا الوسيم لنلقي نظرة على مسيرة زياد ظاظا، خصوصًا مع استمراره في تقديم تناقض فني سلس يميزه عن معاصريه.
أتت البداية كتجربة اختبر فيها ظاظا حدوده، لربما ناسبه دور الجانج رابر في تراك عايزين نروح مع زين وليل زوز، أو دور رابر التراب الإلكتروني مع صماد في تراك ألاديش، أو اقترابه الحذر من منطقة الدريل في ألبومه المصغر الأول OQAY OQAY. مع ذلك بدا أنه يحاول النفاذ من هذا القالب الآمن، حتى صدرت أغنية كريتة صريفة، حيث لم يعد القالب قادرًا على استيعاب ظاظا فانكسر.
على عكس ما قد تتوقعه من تراك دريل، بدأ كريتة صريفة على أنغام تانجو حالمة مع عينة صوتية من مقطوعة Por Una Cabeza. يقاطع ظاظا الموسيقى بصوت أجش ليعلن أنه أصبح شجاعًا لدرجة الخطورة وثري لدرجة البزخ "كريتة صريفة اليومين دول يا زميلي". أعطى هذا التناقض في الجماليات شعورًا صادمًا للمستمع. منذ ذلك الوقت لم يتوقف ظاظا عن توظيف هذه التناقضات صوتيًا وبصريًا، ليعبر عن فكرٍ مزدوج يُقدر الخشونة والجمال، وامتزاج العنف بالنعومة.
نضج توجه ظاظا الجديد مع كل إصدار، وفي الوقت الذي حاول فيه رابرز الدريل التركيز على كل ما هو عنيف موسيقيًا، ذهب ظاظا في الاتجاه المعاكس لدرجة استخدامه عينة صوتية من أغنية أصالة الرومانسية يا مجنون في أغنية تحمل نفس الاسم بالتعاون مع المنتج إسماعيل نصرت. أعلن ظاظا في الأغنية بسلام وهدوء أنه سيصب كل هوسه وجنونه على من يعاديه، فأعطت الموسيقى الرومانسية طابعًا أكثر خطورة لرسالته. كذلك استخدم ظاظا عينة صوتية من أغنية برنامج الأطفال ظاظا وجرجير في نفس الألبوم المصغر.
ازداد انتشار ظاظا مع أغنيات أهلا بيك في الدايرة ومتضايق ليه بالتعاون مع الوايلي، والتي خرجا لنا بمزيج يُظهر تطورهما فنيًا بشكل واضح، مع نوطات إلكترونية مبهرة وكليب استعراضي سيريالي من إخراج منّة غزالة. تبع ليه بتضايق تعاونات أخرى ناجحة مثل دبلة مع عفروتو وزيع مع وينجي وغيرها.
تجتمع كل هذه النقاط وغيرها في ألبومه الجديد ظاظا الوسيم، بداية من الاسم الذي يشير فيه إلى وسامته، وهو آخر ما قد تتوقعه من رابر في الوقت الحالي، ومرورًا بالتعاونات مع كريم أسامة و Riff وعلي لوكا وديزل وديزي توو سكيني، كما يعود للتعاون مع الوايلي وإسماعيل نصرت لاستكشاف أصوات جديدة مثيرة للاهتمام. كذلك، يستمر ظاظا بتقديم كلمات صادقة يستسيغها مستمعوه باختلاف أذواقهم، فنراه في فيديو كليب تراك كاب مرسيدس مرتديًا أزياء ديور بينما يتجول في ضواحي منطقة الأهرامات ليضيف متهكمًا بضجر "لبست الديور محستش بحاجة يعني…"