أصدر راغب علامة أغنيته المنفردة الجديدة في كتير حلوين، بعد مرور ثلاثة أشهر على أغنيته الأخيرة الأم هي بسمة الأمل؛ التي كان قد أصدرها بمناسبة عيد الأم. يتعاون في الإصدار الجديد مع عبده سليم وحمدي المهيري في تلحين وتوزيع الكلمات التي كتبها عصام شعبان.
تولّد أغنية راغب الجديدة في كتير حلوين مشاعر متضاربة؛ فإيقاع الأغنية والأداء يحلقان بنا في جولة نوستالجية خاطفة إلى التسعينيات، على عكس فيديو الكليب العصري الذي يعتمد بشكل أساسي بتكوين جمالياته المشهدية على الإضاءة الساطعة، وعلى رقصات مقتصدة، بالكاد تتحرك فيها الراقصات لتكوين تموضعات مختلفة، فيما يقف راغب بينها ويغني مبتسمًا مرتديًا ألوان زاهية، ليبث جرعة إضافية من الطاقة الإيجابية.
عند الاستماع للأغنية تشعر أنها مألوفة، فهي تشبه إلى حد بعيد الأغاني الإيقاعية التي كان يقدمها راغب علامة في نهاية التسعينيات و بداية الألفينات، وإن كان بدلاً من الاعتماد على الوتريات بشكل كامل كما في الماضي، يضيف لمسات توزيعية إلكترونية تطفو على اللحن. تحث الأسطر النغمية في الأغنية الخيال النوستالجي على التوجه إلى اللحظات الأكثر بهجة في تلك المرحلة مما يجعل تجربة الاستماع إلى أغنية في كتير حلوين ممتعة بأقل تقدير.
مضى قرابة العشرة أعوام على آخر ألبوم أصدره راغب علامة. خلال هذه الفترة الطويلة لم يتوقف عن الإنتاج، لكنه اكتفى بإصدار أغاني منفردة، ليكون بين أبناء جيله الأكثر تقبلًا للتطورات التي طرأت على شكل الإنتاج الموسيقى ما بعد عصر الكاسيت. امتلك راغب في رصيده ما يكفي من الهيتات التي جعلته يزاحم على صدارة المشهد الموسيقي العربي لأكثر من عقدين، وسجلت العديد من ألبوماته أرقام مبيعات كبيرة؛ لكنه لم يقف عاجزًا عندما هبت رياح التغيير، ولم يعلق في زمنه الذهبي، واستطاع أن يتماشى مع الموجات الجديدة في البوب العربي.
منذ أن أصبح راغب لا يغني سوى الأغاني المنفردة، أصدر العديد من الأغاني الهيت، قد تكون أجملها على الإطلاق أغنية استمارة ٦، مؤكدًا أن شعلة نجوميته لم تنطفئ بعد؛ لتزداد من بعدها وتيرة إنتاجه خاصة في آخر عام.