بعد قرابة ٤٠ عامًا على بدء المسيرة الفنية لكاظم الساهر، أو قيصر الأغنية العربية كما لقبه الشاعر نزار قباني، لا تزال ألحانه محفورة في أذهان جمهوره من أجيال مختلفة. شكّل كاظم الساهر حالة فنية مميزة بكلاسيكيته، وألحانه الشاعرية التي صمم بها العديد من المقطوعات الموسيقية ذات الوقع العميق والإحساس الجياش. جاء ذلك إلى جانب تبنيه المدروس للأشعار والكلمات عبر تعاونات مع أبرز شعراء المنطقة، لينجز القيصر في المحصلة ٢٤ ألبومًا عبر مسيرته.
غزال ١٩٨٩
يبدأ كاظم في رسم ملامح لوحته الغنائية في هذا الألبوم الذي ارتبط ببداياته. لحن كاظم الساهر جميع أغنيات الألبوم معززًا بوضوح حضور الموسيقى العراقية من خلال الاستهلال بالموال والإيقاعات والآلات الموسيقية المختارة في بعض الأغاني، بينما اتجه بعضها إلى النمط الكلاسيكي والأشعار العربية الفصحى.
أنا وليلى ١٩٩٨
تنوعت الألحان في هذا الألبوم الطربي بامتياز، لكن اختيارات الأشعار مالت إلى حالة حزن رومانسية صبغت الثيمة الرئيسية، خاصة في الأغنية التي يستمد منها الألبوم اسمه، والتي قدمت القصيدة الملحمية لحسن المرواني عبر ألحان كاظم وتوزيعات فتح الله حمد التي عزفتها أوركسترا متكاملة. كذلك، بدأ القيصر في ألبوم أنا وليلى بتجريب بعض الألحان خليجية النمط كما في أغنية بالهداوة من كلمات كريم العراقي.
حبيبتي والمطر ١٩٩٩
شكل حبيبتي والمطر علامة فارقة في مسيرة كاظم الساهر الغنائية. كتب الشاعر نزار قباني كلمات خمس أغان من أصل تسع في هذا الألبوم، لتطغى العربية الفصحى على معظم الأغاني. برزت من الألبوم أغنية قولي أحبك التي تحتفظ بشعبيتها حتى يومنا هذا كنشيد للحب الأزلي. حفرت الأغنية مكانها في الذاكرة عبر فيديو مبهر لكاظم ببدلته السوداء الأنيقة، يتوسط مئة من الصبايا اللواتي ظهرن بفساتين زفاف ضمن حلقات راقصة في الساحات العامة لمدينة روما الإيطالية.
حافية القدمين ٢٠٠٣
جاء هذا الألبوم في منتصف مسيرة كاظم الساهر بعد مجموعة من التكريمات والأوسمة التي حصدها في سنوات نشاطه السابقة. في أوج نجوميته، عاد كاظم إلى الأشعار الغزلية الجياشة، وقرر إدخال أساليب غنائية تميل إلى البوب وتختلف عن النمط الكلاسيكي التي اعتاد عليه الجمهور.
كتاب الحب ٢٠١٦
صدر آخر ألبومات كاظم الساهر في ذكرى ميلاده منذ سبع سنوات، وتبع صدوره مدة من الانقطاع. هو أكثر أعمال القيصر حداثة، حيث تنوعت فيه الألحان، وإن حافظت على لمساته الكلاسيكية الأساسية. يجمع كتاب الحب ١١ قصيدة لنزار قباني، ويشهد في معظمه تعاونًا مع ميشال فاضل في التوزيعات.