ينهال جمهور المنتج خليفة سانتو بإيموجيات نارية وعبارات الإعجاب تعليقًا على الإصدارات الذي ينشرها على المنصات المختلفة، إذ اكتسب شهرة واسعة في السنتين الأخيرتين نتيجة خلقه لمساحة مجددة وترفيهية للموسيقى الخليجية والعربية، متلاعبًا بأغاني تقليدية مشهورة يسقطها في سياق موسيقي يتجه نحو الهيب هوب والآر-آند-بي الذي يحظى بقبول لدى الشباب في جميع أنحاء العالم. يتزامن ما يصنعه خليفة سانتو مع صعود كوكبة من نجوم الراب في المنطقة العربية الى مسارح إقليمية وعالمية، مما هيأ المستمعين ومهد لظهور هذا المزيج الصوتي الجديد في المنطقة.
تمتاز الأغنية في منطقة الخليج العربي بإيقاعات متداخلة بين الآلات الموسيقية المختلفة والتصفيق باليدين، مما يجعلها محفزة للحركة حتى وإن كانت الكلمات حزينة. سمح ذلك باستخدام هذه العناصر الإيقاعية ودمجها مع ألحان أو كلمات غربية بانسجام كما فعل سانتو في تراك توب توب يا بحر، والتي تعد من أشهر أغاني التراث الكويتي التي غنتها الفنانة عودة المهنا. يدل نجاح هذا النوع من الريمكسات على تمكن المنتج ومعرفة الأنواع الموسيقية التي يقوم بمزجها، بحيث لا يبدو العود دخيلًا، بل عنصرًا مكملًا لهذا المزيج الذي من يسهل الاستماع له بشكل متواصل وعلى التوالي.
يدمج خليفة سانتو في معظم أعماله صوت العود والمزمار، وهي الآلات المميزة لتوزيعات الموسيقى الخليجية، مع إيقاعات هيب هوب مصحوبة بأصوات فنانين عالميين، كما في التراك الذي يدمج ميحد حمد مع دريك. تشبه طريقة سانتو في دمج الموسيقى العربية والأجنبية ما يتجه إليه بعض فنانو الهيب هوب في الخليج، مثل الرابر فلبراتشي الذي أصدر أغنية جديدة بعنوان حيالله من يانا. يظهر في الأغنية استخدام الطبول والإيقاعات الخليجية كأساس، واستكمالها ببيتات تدفع الإيقاع بسرعة كي يتناسب مع نمط الراب الغنائي.
يلهم هذا التوجه منتجي الموسيقى الإلكترونية والهيب هوب للنظر إلى الموسيقى التقليدية والصوت الخليجي ضمن سياق مختلف. إذ يجعل هذا النوع من التجريب من الموسيقى الخليجية والعربية مادة فنية متجددة وقابلة للتحديث، تواكب الموسيقى المعاصرة بطريقة سباقة لا تفقدها جوهرها بل تجعلها أكثر تحررًا.