يُصادف اليوم عيد ميلاد المُغني والمُلحن صاحب المشروع الموسيقي، حمزة نمرة، الذي يعيش أفضل فترات تألقه في السنوات الأخيرة، فيما تتطور موسيقاه بشكل ملحوظ منذ أن أصدر ألبومه مولود سنة ٨٠ قبل ثلاثة أعوام. في هذه المناسبة نستذكر خمسًا من أفضل الأغاني التي قدمها حمزة نمرة خلال مسيرته.
ارتبطت أغاني حمزة نمرة منذ بداياته وحتى ألبوم المسحراتي سنة ٢٠١٥ بتيار سياسي اجتماعي تبناه في مشروعه الفني، وكانت كلمات أغانيه حينها تتوه في بحور العموميات دون أن تترك أثرًا كبيرًا سوى على الجمهور الذي يشاركه الأفكار والإيديولوجيا نفسها. لكن تجربة حمزة نمرة أصبحت أكثر إثارة عندما تضمّنت بعض الملامح الذاتية في ألبوم هطير من تاني عام ٢٠١٨، ولاسيما في أغنيته الافتتاحية داري يا قلبي، التي كتب كلماتها محمود فاروق، ولحنها حمزة نمرة الذي اشترك بتوزيعها مع كريم عبد الوهاب.
مولود سنة ٨٠
أصدر حمزة نمرة عام ٢٠٢٠ ألبوم مولود سنة ٨٠، الأفضل في مسيرته حتى اللحظة، ففيه عرف كيف يصيغ أغاني توازن ما بين الأفكار والمشاعر. الأغنية التي تحمل اسم الألبوم هي الأكثر إثارة، ففيها يستطيع حمزة نمرة المولود في سنة ١٩٨٠ أن يُعبّر بصدق عن أحلام أبناء جيله وخيباتهم. كتب الكلمات حازم ويفي ولحّنها حمزة نمرة ووزعها كريم عبد الوهاب بأسلوب البوب روك الذي يستحضر روح موسيقى الثمانينيات.
في ألبوم مولود سنة ٨٠ أيضًا، شهدنا تطورًا ملحوظًا في الألحان والتوزيع الموسيقي، فكان أول ألبوم لا يُلحنه حمزة نمرة بالكامل. دخلت الموسيقى الشعبية في توزيع بعض الأغاني وجعلتها أكثر إثارة مثل أغنية مش مهم، التي كتبها محمد السيد ولحّنها أحمد رجب الجابري بالشراكة مع حمزة نمرة ووزعها أحمد نصر الدواوي. لم تخلُ الأغنية من الخطاب الأخلاقي السائد، فيما منحت الموسيقى الكثير من الجاذبية للكلمات.
في ألبوم رايق الذي أصدر حمزة نمرة أغانيه تباعًا خلال الأشهر الماضية، بدا واضحًا أنه بات أكثر انفتاحًا على تجريب الألوان الموسيقية المُختلفة، فجرّب موسيقى البوب المصري التي ترجع إلى التسعينيات في أغنية اسكندرية، التي تغنّت بتفاصيل المدينة، ورسمت لها صورة جمالية أفضل مما تفعله الإعلانات السياحية.
رُغم أن ألبوم رايق لا يتوافق في المضمون مع اسمه، ومُعظم أغانيه مكسوة بالحزن المعهود في أغاني حمزة نمرة، ولكن الأغنية التي تحمل اسمه هي الاستثناء والنقطة الأكثر إضاءة فيه. يغني حمزة عن القناعة ويمنحنا جرعة من الطاقة الإيجابية للتعامل مع ما يزعجنا في الحياة. كتب الأغنية محمود فاروق ولحّنها حمزة نمرة بالتعاون مع موزعها أندريه مينا.