طوال مسيرته، غير أحمد سعد جُنراته، وستايله في الغناء، ومظهره الخارجي، لكن الشيء الوحيد الثابت على امتداد مسيرته، والذي يعد الركيزة أو الوصلة بين هوية أحمد سعد في أشكي لمين في ٢٠٠٣، واختياراتي عام ٢٠٢٣، كان تترات المسلسلات. فبعد حقبة من سيطرة صوت علي الحجار على أغاني المسلسلات في التسعينيات والسنوات الأولى من الألفينات، والذي تلاه بل وتجاوزه بعد العشرية الأولى من الألفينات مدحت صالح، تسلل أحمد سعد من بوابة التترات ليصبح علامة فارقة في الغناء للمسلسلات الدرامية والأفلام.
منذ انطلاقته في أغنية سألت نفسي كتير لفيلم الشبح من بطولة أحمد عز عام ٢٠٠٧، لم يتوقف أحمد سعد عن إنتاج الأغاني المؤثرة المرتبطة بالأعمال السينمائية والدرامية. نذكر منها مش باقي مني من فيلم دكان شحاتة عام ٢٠٠٩، وأشهد من فيلم ولاد العم ٢٠٠٩، ولحظة ميلاد أغنية برومو فيلم الديلر ٢٠١٠، وأغنية كلامي انتهى من فيلم محترم إلا ربع ٢٠١٠. غنى كذلك تتر مسلسل إحنا الطلبة ٢٠١١، وتتر مسلسل شارع عبد العزيز ٢٠١١. بعد فترة من التوقف عاد في ٢٠١٥ ليقدم أغنية بتعاير من فيلم ريجاتا، وتتر مسلسل الصعلوك ٢٠١٥، والهرم الرابع ٢٠١٦، وأغنية بحبك يا صاحبي من مسلسل يونس بلد فضة ٢٠١٦، والتي مثلت انتقاله من تقديم أعمال تعبر عن معاناة الطبقات الفقيرة كما في أغلب أغانيه، إلى تقديم أعمال البطل الشعبي الواحد. منذ تلك النقطة قام أحمد سعد بغناء العديد من التترات والأغاني التي تحمل هذه الثيمة لمسلسلات البرنس عام ٢٠٢٠، وملوك الجدعنة عام ٢٠٢١ وتوبة عام ٢٠٢٢ وجعفر العمدة في ٢٠٢٣.
بدايات أحمد سعد
سمحت طبقة صوت أحمد سعد، وانتقالاته خاصة في المقامات العالية، بترشيحه ليكون مغني أغنية مش باقي مني التي فتحت أمامه سكة التترات، لأن بداية مسيرة أحمد سعد بالألبوم القصير أشكي لمين عام ٢٠٠٣ لم تكن لتمهد لذلك إطلاقًا. صعد نجم أحمد سعد بقوة منذ بدايته سواء على مستوى الكلمات أو الألحان المجددة، دون أن يقرب أحمد سعد الذي كان يقوم بتلحين أغانيه آنذاك بنفسه، من اللون الشعبي. أشكي لمين يُعد مثالاً لذلك، حيث أتت بتطعيم من الألحان الغجرية، وبتنويع بين الاكورديون والجيتار، وبإرتفاع إيقاعي في العديد من الفصلات الغير متوقعة.
في ٢٠٠٧ صدر ألبوم أحمد سعد الثاني وحشتني عيونك، والذي تضمن اثني عشر أغنية، مستندًا إلى الإيقاع الشرقي، مع وجود واضح للطبل البلدي، خاصة في علمني حبك. كما قدّم قصصًا مبتكرة من الناحية البصرية في الفيديو كليبات، مثل فيديو وحشتني عينيك المبتكر. تعتبر تلك الفترة الذهبية الأولى لأحمد سعد، والتي قام بتصوير معظم أغاني ألبومه فيها، لترتكز مسيرته الغنائية بعد ذلك بشكل غالب على الغناء للأعمال الدرامية.
العودة واحتلال الصدارة
بدأ أحمد سعد تحدٍ كبير مع انتقاله للمرحلة التي وصف نفسه ف بدايتها قائلًا: "أنا مطرب كل الألوان"، وأثبت هذا القول بأن تتالت إصداراته من الألوان الموسيقية الجديدة على الساحة المصرية منذ ٢٠٢٠، مثل اللاتينو والإلكترو-فَنك والجروف والتراب والمهرجان. قدّم أحمد سعد أداءً غنائيًا متميزًا في مامي كوسا، برفقة حسن الشافعي ومطرب المهرجانات كنكة، ثم قدم بعدها أغنية الملوك في ٢٠٢١ مع دابل زوكش وعنبة. لم يقدم نفسه عبر هذه الإصدارات كمغنٍ فقط بل كمؤدٍ، إذ استغل الأدوار المرسومة له في الفيديو كليبات، وتقمصها بحرفية شديدة سواء بمجاراة الراقصين، أو في لغة جسده الواثقة. كما لم يكن من الصعب عليه بعد ذلك أن يدخل خط الإلكترو-فَنك ومشتقات المهرجانات والهيب هوب، مع إصداره وسع وسع عام ٢٠٢٢ والتي أنتجها إيهاب كولبيكس. كما قدّم خطًا مشابهًا لمامي كوسا في أغنية إيه اليوم الحلو ده والتي قام الدي جي العالمي أفروجاك بإعادة إنتاجها في مهرجان مدل بيست في العام الماضي. أما هذا العام فتتابعت هيتاته مع صدور أغني اختياراتي من فيلم مستر إكس، ثم تعاونه مع روبي في يا ليالي التي قدّم فيها أداءً صوتيًا مثيرًا للإعجاب.
شهدت مسيرة أحمد سعد العديد من فترات التوقف والفراغ الناتجة عن قضايا شخصية، وهو ما خلق حالة من الغموض التي أحاطت بالنجاح المتجدد لمسيرته الفنية، والتي يمكن بجمع قطعها المتفرقة، إدراك مدى التنوع التي تمكّن صاحبها من تقديمه.
تضمّ قوائم بيلبورد عربية الفنانين والأغاني العربية الأكثر استماعًا كلّ أسبوع في جميع أنحاء العالم، بناءً على نشاط منصات الاستماع في أكثر من ٢٠٠ منطقة حول العالم - بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - بحسب ما رصدته Luminate. يمكنكم الآن الاطّلاع على قوائم بيلبورد عربية ١٠٠ فنان وهوت ١٠٠ كاملة من هنا.