في عام ١٩٨١، صدر فيديو ترويجي تتحرك فيه الكاميرا بشكل عرضي، متنقلة بين إبرة أسطوانات ثم علبة شريط كاسيت كُتب عليه اسم تسجيلات شركة سونار سلام. تظهر زاوية الكاميرا وجه شاب أسمر اللون يرتدي قميصًا أبيضَ وأحمر وسلسلة ذهبية غليظة، في مظهر يشبه أيقونات عصر الثمانينيات مثل مارادونا، وفي الخلفية موسيقى جاز ممزوجة بموسيقى أوركسترالية. ننتقل بعدها لنتابع الشاب وهو يقف في استوديو، وتتغير الموسيقى لـ جاز فقط، وفي الخلفية صوت أنثوي يقول "شبابيك لمحمد منير وفرقة يحيى خليل، شبابيك، على كاسيت سلام".
تضمّن الألبوم أغنية من كلمات فؤاد حداد ببساطتها المخادعة: "حبي اللي خلفك قدامك/ تلقي البلد عمرا الليلة"، وأخرى من كلمات مجدي نجيب في رائعة شبابيك عن رحلة العمر التي تمر كومضة في الخيال "واللي كان خايف عليك… انتهى من بين ايديك"، وثالثة كتبها عبد الرحيم منصور الذي أضاف نكهة صعيدية: "أنا مطحون/ والدنيا دي رحايا/ وجلبي حب الحب/ وحبابي عيون".
أما الألحان، فكانت فيها مساهمات بارزة لعملاقي الموسيقى الكلاسيكية الطربية والألترا مودرن، وهما بليغ حمدي وأحمد منيب. صنع الأول لحنًا ثريًا بالآلات في أشكي لمين، مطعمًا بالجيتار الإسباني والطبل والكيبورد والصاجات، منتقلًا إلى الإيقاع الشرقي عبر الجيتار الشرقي السولو، فيما أضفى الثاني الطابع النوبي على معظم أغاني الألبوم. شهدنا كذلك مرورًا مميزًا للملحن حسين جاسر، الذي أضفى الطابع الإفريقي من خلال توظيفه للحن جيتار الأفرو بيت المفعم بالطاقة مع البالافون، وكأني بعناصر الألبوم تتحد لتقدّم رحلة مع النغم والكلمات تنتهي بالدعوة إلى البدايات الجديدة في أغنية الدور كلو بيدور: "على جسر الليل ماشيين/ وقمر ليالينا حكاية/ لا بنعرف إمتى وفين/ هتكون للرحلة نهاية".
تركت أيضًا فرقة يحيى خليل بصمتها في التوزيع الذي اعتمد على الإيقاعات ثابتة الرتم في مجمل الأغنيات، مع الدرامز المميز ليحيى خليل، وتسكين سولوهات الجيتار في الثلث الأخير من الأغنية، باستثناء الكون كله بيدور التي أتت كإنترو مميز. وتجدر الإشارة إلى المزج بين الجاز والأوركسترا في أغنية شبابيك، والذي ينتهي بتصاعد أيقوني للكمنجات التي تواكب التكرار اللغوي في: "الدنيا كلها شبابيك.. وعينيك".
قدم ألبوم شبابيك لمحمد منير، الصادر في عام ١٩٨١، جُنرات وتنويعات مختلفة، وكان ألبوم الجاز الأبرز على المستوى التجاري في المشهدين المصري والعربي، لشموله على تعاونات وأسماء لم يتح لغيره أن يشملها، ويعد بالعودة إلى تلك الفترة أحد أهم إصدارات المرحلة الانتقالية من الأسطوانة إلى الكاسيت بالتزامن مع عصر هيمنة أحمد عدوية.