أعاد مشهد الهيب هوب المصري تشكيل نفسه مع نهاية عام 2017، وبدأ التجريب بجُنرات فرعية مثل التراب مع تطعيمها بمقسوم المهرجان، ساهم بتقديمها مجموعة من المنتجين مثل مولوتوف ودي جاي توتي، كما ظهرت بعدها بسنوات جنرات فرعية جديدة كان أبرزها الدريل وبعدها الكلوب والاستلهام من الموسيقى الإلكترونية.

وسط هذا المشهد قرر أحمد سانتا أن يدخل في منطقة مختلفة تمامًا، تعتمد على جلسات الفري ستايل، وتهتم بشكل أكبر بأسلوب البوم باب والأولد سكول، وهي مساحة من الارتجال والسلوك العنيف الذي يذكرنا بموجة الهيب هوب بداية الألفينات. خلق سانتا صوت مجدد وفي لهذه المساحة، واستطاع خلال مسيرته أن يقدم خطًا جديدًا غني بالاستعارات من الثقافة الشعبية المحلية والعالمية.

أصدر سانتا أول تراك له "حرب الخليج" عام 2018 على قناته الرسمية، وظهرت فيه أول بوادر العشوائية الارتجالية القادمة من أسلوبه في تحديات الفري ستايل، والتي اعتاد خوضها منذ سن المراهقة. رغم هذه العشوائية ساهمت البارات الانتقادية للمشهد والرابرز بصناعة شخصية "سنتوت الغاضب" التي سترافقه في أغلب إصداراته.

بعد هذا التراك لم يصدر إلا عدة تراكات قصيرة على نفس النمط، قبل أن يعود في عام 2020 بتراك "بابارازي". اعتمد فيه على فلو أكثر ترتيبًا وقدرة على خلق تتابعات نغمية تعلق بالرأس والأذن، وتحمل أسلوبًا مختلفًا بالحديث عن فكرة المفاخرة بالنفس "يا بابا رازي / اتقل شوية عليا لما اخلص دراستي / يا بابا أصلي يا بابا كدة مرضي/ كدة العالم كله مستني درجة كراستي".

حققت "أغنية أولد سكول" انتشارًا كبيرًا عام 2020، حيث تحدث فيها عن منطقته السكنية "الزيتون" بالقاهرة ونمط حياته بها. انتشارها فتح مساحة للتعاون مع عدد من الأسماء الصاعدة وقتها، وقدم أولى تجاربه خارج نمط الأولد سكول ودخل عالم التراب في تراك "جول" مع أبو الأنوار وليل بابا، ومع رع في تراك "ستوك" بحضور مقسوم المهرجان، وفي المرتين حافظ على تدفق البوم باب.

بعد عام من نجاح التراكات المنفردة، قرر سانتا أن يقدم ألبوم "خمسة في الوش" والذي تعاون فيه مع المنتج الموسيقي ألفي، واستمر هذا التعاون لاحقًا في أغلب إصداراته المنفردة. قدم ألفي في تراك "سوما العاشر" نمط الأولد سكول مع لحن الأوركسترالي قديم، واحتوت بارات ذكية استعادت نوستالجيا بداية الألفية، وجاء الكليب من إخراج مصطفى ديشا. كما اعتمد ألفي في تراك "سانتوس" على إيقاع الأولد سكول مع لحن هارموني، بينما اتبع سانتا في كتابة البارات على خلق تتابع لغوي من نفس الأوزان، تماشى بشكل متقن مع تدفق البوم باب.

مثل البوم "سانتا الجديد" أول خروج ضخم عن لحن الأول سكول باستثناء تراك "مين بيزاول"، مالت معظم التعاونات والتراكات إلى التراب والدريل مثل "Sadio the Mane"و "Tony Monatana"، وقدم تعاونات في هذا الألبوم مع ديسو وأبو الأنوار وسلايفر. كما حمل لمحات ذاتية عن طفولته وبداياته بعالم الهيب هوب ذات طابع عاطفي.

بعد إصدار الألبومين، بدأ سانتا بالاهتمام أكثر بهويته البصرية، ما ظهر بشكل واضح في كليب "ماشين جان" مع كريم جي من إخراج عمر هيثم. استوحى ثيمته من منطقة الزيتون متنقلًا بين معالم شعبية مختلفة من محلات الحلاقة إلى الشوارع الضيقة والأزقة. كما قدم بعدها كليب "أحمد سانتا" مع المخرج محمد كُرَّيم والذي اقتبس فيه من العديد من الثيمات مثل اعلانات السيارات بالثمانينات، كما اقتبس من مشاهد فيلم "Scarface" من بطولة الباتشينو. هذا وشارك مؤخرًا في فيديو كليب " أستاذ محمود بزاوي" مع أبيوسف من إخراج محمد كُريم وعمر مانو.

كان سانتا من الرابرز الذين ساهموا في صعود الأول سكول والبوم باب بشكل فردي، كما انضم إلى مجموعة المكسيك مع ديسو وليل بابا وابو الانوار وابيوسف، وقدموا سويًا تراكات مثل "K.O" عام 2021. كما شارك مع أبو الأنوار في تراك "وبشوط" من البوم "حبة فوق" وتراك "ويجا" من الالبوم القصير "آخر النور"، قدما أيضَا كليب "GG" والذي يعد أحد التراكات الهامة في جُنرا الجيرسي.

هذا وبدأ سانتا بإصدار ألبومه القادم المؤلف من 15 تراك، حيث أطلق تراك "إستنى هكح" من انتاج حسين ياسر، ومن المتوقع أن تنزل باقي الإصدارات في 4 سبتمبر / أيلول 2024.

#أحمد سانتا