لطالما كان للفنانات دور أساسي في إحداث التغيير الاجتماعي، إذ تستغل العديد من الفنانات شهرتهن للتوعية بقضايا إنسانية مؤثرة والمشاركة في حملات تهدف إلى تحسين المجتمع. من التوعية بسرطان الثدي وتعزيز السلام، إلى مكافحة التحرش الإلكتروني، ودعم الصحة النفسية، وتشجيع الاستدامة البيئية، تسخّر الفنانات أصواتهن لنشر رسائل إيجابية وإحداث تأثير ملموس.
في هذا المقال، نستعرض بعضًا من أبرز المبادرات الإنسانية التي تبنّتها فنانات عربيات وعالميات في السنوات القليلة الماضية، حيث وظّفن شهرتهن لدعم قضايا مجتمعية مهمة، مؤكدين أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل قوة قادرة على إلهام التغيير وصنع الفرق.
إليسا
أطلقت الفنانة إليسا حملة "سوا منحارب سرطان الثدي" بالتعاون مع عدة منظمات في لبنان عام 2021، بهدف نشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن المرض، وإجراء 10,000 فحص شعاعي في مختلف المناطق اللبنانية. خلال مؤتمر في مستشفى رزق، إذ تحدثت إليسا عن تجربتها الشخصية مع المرض عام 2018، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر أنقذ حياتها وساعد شقيقتها أيضًا على تلقي العلاج في الوقت المناسب. وأكدت أن سرطان الثدي ليس دائمًا وراثيًا، مما يجعل الفحص الدوري ضرورة. وأكدّ أطباء ومتابعون، عن تقديرهم لدورها في التوعية، حيث ساهمت حملتها في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، واختُتم المؤتمر بتكريمها تقديرًا لرسالتها الإنسانية.
نانسي عجرم
تحت شعار "السلام يبدأ معي"، قامت الفنانة نانسي عجرم بالدعوة للسلام بمناسبة يوم السلام العالمي في سبتمبر/ أيلول من العام 2023، من خلال مشاركتها في حملة منظمة الأمم المتحدة لحفظ السلام. وظهرت نانسي في مقطع فيديو تتحدث باللغتين الفرنسية والإنجليزية، مؤكدة: "السلام هشّ، لكن إخلاصي له صلب. لذلك، أدرك أنه يبدأ من عندي". ونشرت منظمة الأمم المتحدة لحفظ السلام الفيديو عبر منصاتها، وأعادت نانسي مشاركته عبر إنستغرام، مرفقًا برسالة منها: "هل أنتم مستعدون ليوم السلام العالمي؟ أنا كذلك! سأكشف لكم قريبًا عن مشروع مميز بالتعاون مع الأمم المتحدة، لنحتفي معًا بكل من يعمل من أجل السلام حول العالم. تذكروا، السلام يبدأ بي، وبكم، وبنا جميعًا".
نجوى كرم
في مقطع فيديو مؤثر من إنتاج إم بي سي الأمل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أطلت الفنانة نجوى كرم موجهة رسالة دعم وأمل للسيدات اللواتي خضعن لعمليات جراحية بسبب سرطان الثدي، مؤكدة أن المرض لا يجب أن يؤثر على أفكارهن أو ثقتهن بجمالهن أو أملهن في الشفاء. وقالت في رسالتها: "لا شيء مستحيل، فالتفكير الإيجابي هو المفتاح. مرضى سرطان الثدي على مواجهة التحديات بقوة وإيجابية، وعدم السماح للأفكار السلبية بالسيطرة عليهن، لأن الأمل دائمًا موجود.
هيفاء وهبي
شاركت الفنانة هيفاء وهبي إلى جانب العارضة والمؤثرة نور عريضة في حملة ضد التحرش الإلكتروني في يناير/ كانون الثاني 2025 الذي تتعرض له النساء في العالم الالكتروني، وفي الفيلم القصير الذي تشارك فيه هيفاء ونور تقرأن تعليقات مسيئة وصلتهما على مواقع التواصل، في محاولة لتسليط الضوء على خطورة التحرش الإلكتروني.
و تسعى الحملة إلى مواجهة التطبيع مع الإساءة ضد النساء، والتأكيد على أن التحرش اللفظي على الإنترنت ليس مجرد كلمات، بل جريمة يعترف بها القانون. يعرض الفيلم التعليقات المسيئة على شاشة ضخمة، لتحويلها إلى واقع ملموس يوضح أثرها النفسي والاجتماعي، وقد لقي الفيلم إشادة كبيرة على شجاعة هيفاء وهبي ونور عريضة في تناول قضية ما تزال طابو في المجتمعات العربية.
أليشيا كيز
أعلنت أليشيا كيز عن مبادرة "She Is The Music" في عام 2018، وهي مبادرة تهدف إلى تمكين المرأة في صناعة الموسيقى وتعزيز الفرص المتاحة لها. تأتي هذه الخطوة استجابة لعدم المساواة بين الجنسين في المجال، حيث تسعى المبادرة إلى زيادة عدد النساء في الأدوار الإبداعية والإنتاجية من خلال برامج التوجيه، وورش العمل، والتواصل المهني.
المبادرة تهدف إلى خلق بيئة أكثر شمولًا وإنصافًا للنساء في الموسيقى. تؤكد كيز أن هذه الجهود ليست مجرد حملة مؤقتة، بل حركة مستمرة لدعم المواهب النسائية وتمكينها من تحقيق نجاح مستدام في المجال الموسيقي.
دوا ليبا
تعاونت دوا ليبا في عام 2019 مع Tap Music لزيادة الوعي بقضايا الصحة العقلية في صناعة الموسيقى، إدراكًا للضغوط الكبيرة التي يواجهها الفنانون. تدعو المبادرة إلى تعزيز الدعم وتوفير الموارد اللازمة لتحسين الصحة النفسية للموسيقيين والمحترفين في المجال.
تشدد الحملة على أهمية التوعية بالصحة العقلية، وتطوير سياسات أكثر شمولًا، وإنشاء أنظمة دعم فعالة للفنانين. وباعتبارها من المشاهير الذين تحدثوا علنًا عن تجاربهم مع الصحة العقلية، تسعى دوا ليبا إلى استخدام منصتها للدفاع عن التغيير وتقليل الوصمة المرتبطة بالأمر. ويتماشى هذا الجهد مع توجه أوسع في صناعة الموسيقى نحو إعطاء الأولوية للصحة العقلية، وتوفير الموارد الضرورية، وخلق بيئة أكثر دعمًا للفنانين لضمان رفاهيتهم النفسية والمهنية.
بيلي آيليش
تُعدّ بيلي آيليش من أبرز النشطاء في مجال مكافحة تغير المناخ، حيث تدمج ممارسات مستدامة في جولاتها الموسيقية، مثل الحد من النفايات البلاستيكية وتشجيع الطعام النباتي. كما تستخدم شهرتها لنشر الوعي حول القضايا البيئية، من خلال الشراكة مع منظمات معنية بالمناخ مثل Greenpeace وREVERB. بالإضافة إلى ذلك، تروج إيليش للأزياء المستدامة عبر التعاون مع علامات تجارية تلتزم بالإنتاج الأخلاقي وارتداء الملابس المعاد تدويرها. وباعتبارها نباتية ملتزمة، تسلط الضوء على التأثير البيئي للزراعة الحيوانية، كما تدعم المشاريع البيئية والمبادرات الشبابية التي تركز على حماية المناخ. من خلال تأثيرها العالمي، تحاول بيلي الهام الكثيرين لاعتماد أسلوب حياة أكثر استدامة، مما يعزز دورها كصوت قوي في الحركة البيئية.