أثارت أحدث إطلالات النجم محمد رمضان التي اختارها لوصلته ضمن مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا، ضجة كبيرةً بين الجمهور، الذي انشغل عن الاحتفاء بكونه أول فنان مصري يشارك في المهرجان العالمي بمتابعة الفديوهات التي ظهر فيها مرتديًا ما وصفه البعض بـ "بدلة رقص".

والحقيقة أن إطلالات محمد رمضان المثيرة للجدل باتت جزءًا من هويته الفنية غير التقليدية. فالرجل ليس مغني بوب عادي، ولم يدع يومًا بأن ما يغنيه ينتمي لجنرا الطرب الكلاسيكي أيضاً. بل يمكن وصف ما يقدمه على أنه مزيج من غناء المهرجانات والموسيقى الشعبية على طريقته الخاصة. يعني ذلك اهتماماً بتقديم إصدارات ضاربة حيوية تشعل حماس الجماهير في الحفلات أكثر من التركيز على القيمة الموسيقية والغنائية للعمل، مما يجعله أقرب إلى "المؤدي" من المطرب.

في هذا المزيج، تبرز أهمية الكليبات والحفلات واختيار الأزياء المثيرة للجدل كعنصر فعّال وأساسي في انتشار الموسيقى.
لم يبدأ الجدل حول اختيارات رمضان لما يرتديه اليوم، بل هو امتداد لنقاش دائر منذ انطلاقته الغنائية في 2018 مع مهرجان "أقوى كرت في مصر" ومع مسيرته كممثل درامي في مسلسلات امتهن فيها أدوار "الجدعنة" والقوة والسيطرة قبل أن يينقل هذه البيرسونا إلى غنائه على المسرح.

ركزت النسبة العظمى من إطلالاته على استعراض بنيته العضلية، إلى درجة تمكنه من تحطيم الرقم القياسي "لأكثر فنان عربي غني على المسرح دون قميص". واكتفى في تلك الإطلالات برداء أكتاف، أو سترة شفافة كاشفة.

الظهور المختلف بات أكثر انتشاراً بين الفنانين الرجال في العالم العربي، رغبة منهم في مجاراة التوجه العالمي بربط الشخصية الفنية بشكل وثيق بخيارات تعبيرية في الأزياء، خاصةً في جنرات مثل الهيب هوب. رأينا على مدار السنوات القلية الماضية إطلالات غير مألوفة لفنانين شباب مثل ديستانكت وإل غراندي طوطو بالتعاون مع أشهر الماركات العالمية. غير أن هذا التوجه لا يخلو من المخاطر، ومنها استفزاز أو إثارة حفيظة الجماهير العربية غير المعتادة بالضرورة على هكذا إطلالات، فهل تؤثر ردود فعل ظهور محمد رمضان في كوتشيلا على قراراته في المستقبل أم أنه سيعتبرها بمثابة دليل على نجاح هويته الفنية؟
