أطلقت لانا لوباني قبل أيام أحدث أغانيها "Another Year"، لتجدد من خلالها خطابها الفني الذي يرتكز على هويتها العربية الغربية، من خلال كلمات وموسيقى تعكس جذورها المختلطة، كما اعتادت أن تقدم في كل عمل. بعد سنوات من الغناء بلغة واحدة أو ضمن نوع موسيقي معين، وجدت لانا نفسها تقترب أكثر فأكثر نحو ما يشبهها.
التقت بيلبورد عربية مع لانا على هامش حفلها مهرجان بريد أبو ظبي، وتحدثت معها عن هويّتها الفنيّة، حيث أشارت: "كانت لدي أزمة هوية في السابق، وفي اللحظة التي قررت فيها تقبل ذاتي وهويتي، و اللغات التي أتحدثها، كلي كما أنا، هي اللحظة التي توافق فيها كل شيء بالنسبة لي، وقررت حينها الغناء باللغتين الإنجليزية والعربية معاً".
ورغم إصدارها لألبوم "Devil in My Eden" سنة 2020، إلا أن مشروع "The Holy Land" الذي اكتمل العام الماضي 2023، كان البداية الحقيقية لها. أطلقت سلسلة من الأغاني التي اكتشفت من خلالها مفهوم الهوية والعائلة والطفولة والأصدقاء والثقافة المحيطة، ضمن ثيمات أخرى جعلت من هذا المشروع الغنائي جسراً يربطها بجيل أبناء الثقافة الثالثة، وقالت: "أحب فكرة المشاريع، فأنا فنانة تعتمد المشاريع في عملها، أحب أن أبتكر أكوان وعوالم من خلال فني، وعبر البصريات التي أقدمها، والأسلوب السردي، الكلمات، الموسيقى، والأرض المقدسة كان تجربتي الأولى بالغوص في هذا النوع من الابتكار، وقد شعرت بأنه كان لابد لي من رواية قصتي."
ترى لانا أن تقبل الفنان لذاته ينبع من حاجة إنسانية لفهم هويته حسب قولها: "لم أنشأ على من يقص لي هذه القصة، لذا فوجود من يرويها هو أمر مطلوب." لكن ليس كل ما تقدمه ينبع عن رحلة بحثٍ وعمق، فشغفها بالموسيقى يدفعها نحو التعبير عن ذاتها بعفوية، وهو ما يلخص ببساطة أغنية استنى، حيث قالت لان: "استنى كنت غاضبة بعض الشيء، مشاغبة بعض الشيء، كنت أعمل على الموسيقى و أغضبني شيء ما، المنتج الذي أعمل معه بين تومسون قام بإغضابي، فشعرت برغبة بقول: استنى دقيقة، استنى علي،" تقول ضاحكة.
رحلة المرح والغضب والمشاعر المختلطة التي تقودها في موسيقاها، كان أهم محطاتها حفلها الأول وهو العرض الرئيسي، الذي أقيم في لندن سابقاً هذا العام، وقد أشارت إليه في حديثها: "كان حفلي الأول على الإطلاق كعرض رئيسي، وبصراحة خرجت من المسرح وقلت لنفسي لا أطيق صبراً حتى أقوم بذلك مجدداً، فقد كان أمرًا رائعًا أن أتواجد في غرفة مع أشخاص يعرفون موسيقاي وجاؤوا لأجلي، هو أمر لا يسعني وصفه، شعور مذهل."
سعادة لانا بما تحققه ضمن خطها الفني الخاص جعلها متفائلة، بما بالإمكان تحقيقه مستقبلاً ضمن مشهد الموسيقى العربية البديلة، حيث عبرت: "أشعر بأن لدينا مساحة أكبر الآن، حتى لو اضطررنا للمحاربة لأجلها بعض الشيء، علينا أن نتحلى بالثقة، أن نأخذ مكاننا فيها، فلدينا الكثير لتقديمه."