بدأت فرقة جيتارا مشوارها الفني سنة 1999، وكانت أول فرقة من نوعها في المشهد الكويتي لتميّزها بتقديم اللون الشبابي مع دمج التأثيرات الشعبية والمحلية. تكوّنت الفرقة من أربع أعضاء أساسيين وكان لهم دور كبير في رسم الهويّة الفنيّة للفرقة، وهم فهد شموة وخالد شموة والأختين رهف وريناد وجميعهم كانوا من خريجي المعهد العالي للفنون.
كانت الفرقة سابقة لزمانها على مختلف الأصعدة، من أغلفة الألبومات التي كانت بحد ذاتها عملًا فنيًا مميّزًا، إلى الكليبات التي استفادت من تقنيات بداية الألفية وروح التسعينيات، وقد أصدرت ألبومها الأول "كنت أظن" سنة 2001. أمّا على صعيد الموسيقى فقد فتحت الفرقة باب التجريب، خاصة وأن أعضاءها كانوا موسيقيين موهوبين وعرفوا استغلال مواهبهم والعمل كفريق ناجح.
أمّا مع الألبوم الثاني والذي خرج بالتعاون مع شركة روتانا، كانت الفرقة قد بدأت بصقل صوتها في عالم البوب الخليجي، وظهر النضج الفني على أغانيها. عملت أغاني مثل "من سنين" و "طعم الهوى" على دمج التأثيرات اللاتينية التي كانت رائجة في مشهد البوب مع الإيقاع الخليجي، ما أخرجها في توليفة غنيّة مع أصوات الفرقة وغنائها.
تتميز أغنية "قصتي" بأجواء هادئة ورومانسية، حيث يجسد اللحن والآلات المستخدمة إحساس الحزن والحنين. كلمات الأغنية تسرد قصة حب حزينة، بأسلوب صادق وبسيط. توافَقَ الأداء الصوتي لـ رهف وريناد مع العاطفة الموجودة في الكلمات، مما جعلها من الأغاني الأكثر تأثيرًا لمحبي الرومانسية الهادئة. أمّا أغنية "عانيت" فهي واحدة من الأغاني التي تأخذ المستمعين في رحلة من المعاناة العاطفية، يلعب فيها الجيتار دورًا رئيسيًا في خلق جو حزين ولكن مريح.
تحمل أغنية "يا معذبن قلبي" طابعًا هادئًا ورومانسيًا أيضًا، حيث تعتمد على لحن متأمل يعزز من معاني الوحدة والاشتياق. يقدم فيها فهد الشموة أداءً متناغمًا مع الآلات الموسيقية، مما يعطي الأغنية إحساسًا خاصًا بالانسجام الداخلي والهدوء. أمّا ما يميز "أيام" هو دمج هذه الإيقاعات اللاتينية مع إيقاعات كويتية تقليدية مثل آلات الطار والمرواس، اللذين يستخدمان عادة في الموسيقى الخليجية.
تعتبر أغنية "يا غالي" إحدى المحطات البارزة في مسيرة الفرقة الفنية، حيث شهدت تحولًا كبيرًا في أسلوبها الموسيقي، ولا تزال حتى اليوم تتصدر قوائم الاستماعات حيث سبق ودخلت إلى قائمة أعلى 50 أغنية خليجي. كانت الأغنية في بداياتها تحمل عنوان "أسير أحزاني" وتتميز بلحن سامري كويتي تقليدي، من ألحان رهف ومن كلمات ريناد. لكن مع تدخل الموزع خالد شموة، تغير مسار الأغنية بالكامل.
استبدل اللحن التقليدي بإيقاع هاوس بوب حديث، مستلهمًا من الموجة التي ضربت عالم البوب في بداية الألفية. كما استوحت الفرقة من النجاح الكبير لأغنية هشام عباس "ناري نارين" التي كانت تسيطر على الساحة العربية في تلك الفترة، لدمج إيقاعات من الموسيقى الهندية، بمساعدة الملحن رياض القبندي الذي شارك بتوزيع أغاني الألبوم.
نقلت "يا غالي" الفرقة إلى مستوى جديد، واستدعى هذا الألبوم اهتمام الجميع لها حيث كان انطلاقة جريئة نحو تجديد الموسيقى الخليجية ودمجها مع التأثيرات العالمية التي كانت تسود في تلك الفترة. النجاح الكبير الذي حققته الأغاني أظهر أن جيتارا كانت قادرة على التكيف مع التطورات الموسيقية، دون فقدان جوهرها الفني. ومع كل إصدار، كانت الفرقة تقدم شيئًا جديدًا لجمهورها، مما جعلها من الأسماء البارزة في مشهد البوب الخليجي.