حكاية أغنية "المسافر" من كلمات الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن

نستعيد حكاية أغنية "المسافر" التي كتبها الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن ولحّنها د. عبد الرب إدريس وغنّاها النجم راشد الماجد في نهاية التسعينيات
راشد الماجد والأمير بدر بن عبد المحسن
راشد الماجد والأمير بدر بن عبد المحسن
Change Font Size 20

"يالله يا قلبي تعبنا من الوقوف/ ما بقى بالليل نجمة ولا طيوف/ ذبلت أنوار الشوارع/ وانطفى ضي الحروف" عادت هذه الكلمات لتحضر في ذاكرة الجمهور، وتحديدًا الشطر الأخير منها "انطفى ضي الحروف" بالتزامن مع الإعلان عن خبر وفاة كاتبها الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن رابطين بين رحيله، وبين التعابير والصور التي حملتها الأغنية التي تتناول ثيمة الفقد والغياب. كان جيل كامل قد حفظ هذه الكلمات بعدما جاءت ضمن أغنية "المسافر" التي غنّاها الفنان راشد الماجد وصدرت في العام 1996، وإن لم تكن هذه الخطة الأساسية لصدور الأغنية.

شكَّل الدكتور عبد الرب إدريس ثنائية مع الأمير الراحل في اللحن والكلمة، وقدّما سويًا العديد من الأغاني التي غنّاها فنانون آخرون أبرزهم محمد عبده، أو غنّاها عبد الرب إدريس بنفسه. وحين انتهى الثنائي من العمل على أغنية "المسافر" كان من المخطط أن يغنيها عبد الرب إدريس، إلا أنه أدّاها قبل صدورها أمام الفنان راشد الماجد أثناء سفرهما سويًا، ليجد الأخير نفسه مدهوشًا أمام حساسية الكلمات والتعابير. وطوال مدة طويلة تلت لقاءهما، لم يتوانى راشد الماجد عن تتبع عبد الرب إدريس وترجيه ومطالبته بأن يمنحه الأغنية ليقدّمها بصوته. في لقاء معه قبل سنوات تحدّث راشد الماجد عن ذلك قائلًا: "قلتله يا دكتور، نجاحاتك! ويعني ما شاء الله كبير وحافل! أعطينا منه شوي". إصرار راشد الماجد الكبير ترك عبد الرب إدريس يفكر في الموضوع، وطلب من راشد مهلة يستشير فيها الأمير ويعود إليه، ليتفقا نهايةً على أن تكون من نصيب راشد الماجد ويتّجها إلى تنفيزها بشكلها النهائي وتسجيلها في القاهرة.

وبالفعل، شكّلت الأغنية مع صدور الفيديو كليب الخاص بها في نهاية التسعينيات، منعطفًا كبيرًا في مسيرة راشد الماجد، وحقّقت نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم العربي. وضع طارق عاكف توزيعاتها الموسيقية، مانحًا الصدارة لصوت الكمنجات الشرقية التي غلّفت الأغنية بلمسة كلاسيكية، فيما لعبت الكلمات عبر مقاطعها الثلاثة دور البطولة في هذا الإصدار. طوال السنوات الماضية، انتشرت العديد من المقاطع على منصات التواصل الاجتماعية المختلفة وهم يروون ما يزعم أنها القصة الأصلية التي ألهمت الشاعر لكتابة هذه الأغنية، متناقلين قصة حب بنهاية حزينة لحبيبين هما أيضًا أبناء عم، مُنعا من الزواج، لينتهي الأمر بمصير حزين لكليهما، وأن الشاب قد التقى في مرحلة لاحقة من حياته بالأمير وأخبره قصته. زادت هذه القصة من شعبية الأغنية بعد مرور أكثر من عقدين على صدورها، إلا أنها في الواقع غير مؤكدة أو موثقة على لسان الشاعر. بالمقابل، كان الأمير بدر قد ظهر في فيديو يروي فيه كيف استلهم الكلمات، شارحًا أنه كتبها حين كان طالبًا في باريس، وتأثر بمشهد مغادرة المسافرين للمدينة مع انتهاء الصيف "مدري باكر هالمدينة وش تكون/ النهار والورد الأصفر والغصون/ هذا وجهك يالمسافر/ لما كانت لي عيون".

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع