لم يكن مجرد حفل زفاف، بل كان كرنفالاً غنائياً يضاهي أبرز ليالي الطرب في أي مكان.
الزخم الفني الذي رافق حفل زفاف الأمير الملحن أحمد بن سلطان الملقب بـ "سهم" على الأميرة حصّة بنت فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، فاق كل التوقعات، ليس فقط بسبب حضور أبرز نجوم العالم العربي وإحياءهم الحفل، بل مع حجم الإصدارات الغنائية الأصلية التي رافقته من النجوم دفعة واحدة دون سابق ترويج.
الكرنفال الغنائي الذي صاحب الاحتقال احتفى بـ "سهم" ولكن أعفاه من مهمة التلحين هذه المرة في استراحة نادرة لواحد من أكثر الملحنين نشاطاً في ساحة الأغنية الخليجية خلال العقدين الماضيين.
هدية الملحن للملحن
أبرز الهدايا الغنائية كان أوبريت امتد لحوالي ثماني دقائق بعنوان "الوهج"، وضع ألحانه عزوف، وصدر عبر قناته الرسمية على يوتيوب، فيما كتب كلماته الشاعر قوس، رفيق مسيرة سهم عبر السنوات. توالي في أداء هذه الأغنية الخاصة 16 فنانًا، غنّى كل منهم ما لا يتجاوز جملتين، ومع ذلك خرجت النتيجة النهائية بتناغم غير متوقع في الأداء، وانسيابية في توالي الأصوات.
شارك في الأوبريت فنانون بحجم فنان العرب محمد عبده، وتلاه رابح صقر وراشد الماجد وماجد المهندس وحسين الجسمي وراشد الفارس. وكان للأصوات النسائية حضورها البارز في الأغنية، فنسمع احلام ونوال الكويتية، بالإضافة إلى نجمات من العالم العربي تألقن بتقديم الأغنية الخليجية، مثل أصالة وأنغام وأسماء لمنور وأميمة طالب. وكان للأصوات السعودية الشابة نصيبها في الأداء، فنسمع عباس إبراهيم -بعد غياب طويل له عن أي نشاط فني- وفهد الكبيسي وفؤاد عبدالواحد، ونجم السعودية الشاب الأول عايض!
قائمة استماع تليق بالحدث!
لكن الأمر لم ينتهي عند هذا العمل الخاص، فقد امتد "مهرجان" حفل الزفاف مع ظهور قناة يوتيوب جديدة ليلة أمس تحت اسم "أحمد وحصة"، نشرت 19 أغنية أصلية جديدة لم نسمعها من قبل جمعت النجوم السابق ذكرهم، بل وأضيف إليهم أسماء أخرى.
بعض النجوم قدموا أغاني منفردة، مثل أغنية "قصة" بصوت فنان العرب، وأغنية "حلو القبالي" لداليا، و"وادي" لنبيل شعيل، وغيرها من أغاني منفردة لأصالة وماجد المهندس وآخرين. من ناحية أخرى، اشترك أكثر من صوت في أغاني مثل أنغام وعبدالمجيد عبدالله بأغنية "نتفحصك" وأيمت الأعتر وسلطان خليفة في أغنية "عيد ثالث"، ونوال الكويتية وزوجها الملحن مشعل العروج اللذان اجتمعا في أغنية "ليالي العمر". شارك عشرات الملحنين والشعراء والموزعين الموسيقيين في صناعة كل هذه الأغاني، على نحو يكاد يشمل كل الأسماء النشطة في مشهد الأغنية الخليجية.
بالنتيجة، كان حفلاً منح فرصة للوسط الفني بأكمله ليخرج علينا بموجة من الأغاني الخليجية الجديدة، التي تغرق كلماتها بمفردات الحب والسعادة، وتجمع ألحانها بين الرومانسية المفرطة والحيوية الملائمة لحفلات الزفاف، فتكون النتيجة قائمة استماع تستحق التوقف عندها والاستلهام منها للاحتفالات، مع اقتراب موعد موسم الأفراح الصيفية السنوي.