"كنت من صغري أتمنى ألف الدنيا وأغني للعالم" يغني سانت ليفانت أغنيته "Comme C'est Beau" ويعزف فواصلها على الساكسيفون ويخبرنا أنها الأغنية المفضلة لديه من ألبومه "ديرة"، خلال الجلسة المخصصة له التي تقدّم أداءً حيًا لخمس أغاني مختلفة اختارها من الألبوم بصحبة عازفين متنوعين على الكيبورد والإيقاعات والكمان والجيتارات. صدرت هذه الجلسة لتكون ثالث "جلسات بيلبورد عربية"، وتتبع جلسات ضيفين سابقين هما أحمد سعد وسيلاوي.
انطلقت مسيرة سانت ليفانت رسميًا مع بداية العام 2021، حين قدَّم تراكات راب ارتبطت كلماتها دومًا بجذوره وانتمائه. مع الوصول إلى الألبوم القصير الأول له "From Gaza with Love" بدأ سانت ليفانت يحصد شعبية متزايدة ووجدت أغانيه طريقها إلى جمهور أوسع، وقد وازت مواضيعها بين الوطن والعاطفة، موظفًا لتعبيره عن نفسه اللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية.
عرفنا بعدها أن سانت ليفانت يعمل على ألبومه الطويل الأول "ديرة"، بعدما سمعنا الأغنية الرئيسية منه قبل أشهر من صدوره بالاشتراك مع إم سي عبدول، والتي نجحت بالوصول إلى قائمة بيلبورد عربية هوت 100 وتحضر في مراتب متقدمة فيها لـ 15 أسبوعًا متتاليًا. صدر أخيرًا الألبوم كاملًا في بداية شهر يونيو/ حزيران، فتقدمت أغنية "ديرة" لتصل هذا الأسبوع إلى أعلى مركز لها في المرتبة السابعة، وتدخل أغنية "الله يحميكي" في المرتبة التاسعة، و"On This Land" بالاشتراك مع فرقة سول من غزة في المرتبة 26، و"5AM in Paris" في المرتبة 28، و"Let Her Go" بالاشتراك مع شاب بلال في المرتبة 41.
بالتزامن مع العمل على الألبوم خاضت مسيرة سانت ليفانت منعطفات بارزة، كان أبرزها أداؤه في مهرجان كوتشيلا العالمي للمرة الأولى التي برهنت على موهبته بالأداء الحي في المقام الأول، وتقديم عرض يتكامل مع الموسيقى، وهو ما نلمسه في أدائه في جلسته مع بيلبورد عربية. يتفاعل سانت ليفانت مع الموسيقى بحيوية، ويشعرنا بأنه جزء مما حوله من آلات وأصوات. يفتتح جلسته بأغنية "قلبي" التي تلعب فيها الكمنجة دور البطولة، ويعزف عليها في الجلسة العازف والملحن الذي وضع هذه الوصلة للأغنية الأصلية معاذ بوعلي.
بعد ذلك ينتقل لأداء "Comme C'est Beau" ويتبعها بالإغنية الافتتاحية للألبوم "One This Land" التي تقتبس عنوانها من قصيدة محمود درويش بمطلعها "على هذه الأرض ما يستحق الحياة.."، محييًا فرقة سول باند التي قدّمت مقطعًا في الأغنية ويخص بالتحية شعب غزة بأكمله قبل أن يغني "سوف نبقى هنا/ كي يزول الألم/ سوف نحيا هنا/ سوف يحلو النغم" ويتابع أدائه ياللغة الإنجليزية التي يوضّح أنه يكره أنها أكثر راحةً بالتعبير عن نفسه بها وإن كانت تسمح له الغناء لجمهور أوسع عمّا يعانيه شعبه في الأرض المحتلة.
يحكي لنا سانت ليفانت بعدها حكاية أغنية "الله يحميكي" شارحًا مساهمة ثلاثة نساء فلسطينيات في إبداع الأغنية وهنَّ إليانا التي تؤدي اللازمة، وزين التي يظهر صوتها في خلفية الكورس، ولانا لوباني التي شاركته في كتابة كلماتها، بالإضافة إلى تعاونه في أدائها مع المغنية العالمية كيلاني.
اختتم سانت ليفانت الجلسة بأداء أغنية "ديرة" التي حمل الألبوم اسمها، والتي تجتمع فيها أسطر موسيقية تراثية جزائرية تستلهم من الفنان الكبير دحمان الحراشي مع لحن فلسطيني، وهما الجنسيتان اللتان تجتمعان في هوية سانت ليفانت من أمه وأبيه، واللتان أراد التعبير عنهما في هذا التراك المميز الذي يشهد شعبية متزايدة باستمرارية منذ صدورها مع جاذبية لحنها الكبيرة. نسمع في نسجة جلسات من الأغنية سانت ليفانت وهو يؤدي مقطع الراب الذي يؤدي إم سي عبدول في النسخة الأصلية، كما نسمع وصلة إضافية في لحنها يؤديها سانت ليفانت على الساكسيفون.
اقرأوا مراجعة بيلبورد عربية لألبوم ديرة هنا، كما يمكنكم حضور جلسات بيلبورد عربية الماضية هنا وهنا.