أحمد صلاح حسني: من احتراف كرة القدم إلى التلحين سرًا

سار الحظ يدًا بيد مع الموهبة في حياة الملحن أحمد صلاح حسني. بدأ أحمد حياته المهنية في سن صغيرة كلاعب كرة قدم في النادي الأهلي المصري. ولموهبته الشديدة، خاض تجربة الاحتراف في العديد من الدوريات الأوروبية، كما لعب في صفوف المنتخب المصري. ورغم بُعد دراسته وحياته العملية عن الموسيقى بشكل عام، إلا أنه اكتشف موهبة التلحين بالصدفة وكان وقتها لايزال لاعب كرة. بالفعل لحَّن أكثر من أغنية، ولكنه فضل ألا يفصح عن موهبته وقتها فنسبت الألحان إلى شخص آخر بالاتفاق معه بالتأكيد. لم يصرح أحمد بهذا الأمر إلا بعد اعتزاله لكرة القدم، وكان عشقه للتمثيل وراء السبب في اعتزاله وهو في السادسة والعشرين من عمره، ليتمكن بالفعل تقديم العديد من الأدوار التي تركت بصمة كبيرة مع الجمهور.

آمن أحمد بمقولة "صاحب بالين كداب"، فأعطى الوقت والمجهود الكافي لكل واحدة من مواهبه بشكل منفصل، وكان ذلك السبب وراء إخفاءه هويته كملحن في البداية، حتى لا يشتت نفسه خارج أسوار الملعب، كونه كان بالفعل داخل دائرة الضوء. أما بعد اعتزاله فبدأ يعلم نفسه العزف على الجيتار وبدأت ألحانه تجذب نجوم كبار في عالم البوب وقدم معهم أغنيات لا تنسى نستعرض سويا أبرزها :

كان يربط بين أحمد صلاح حسني وحسام حبيب علاقة صداقة قوية، وقد شارك أحمد في ثاني ألبوماته "أجمل قصة حب" الصادر عام 2006 بأغنيتين هما "غالي" و "احترت معاك"، والاثنتان من كلمات حسام حبيب وتوزيع نادر حمدي. كانت هذه الأغنيات السبب في اكتشافه موهبته في التلحين، لكنه وقتها بسبب انشغاله بكرة القدم فضل أن تنسب الألحان لحسام حبيب ويكتب اسمه عليها ولم يتقاضى عنها أي أجر كما صرح لاحقًا.

طالما أجادت شيرين اختيار أغانيها وهذا واحد من أسباب تصدرها قائمة 100 فنان منذ انطلاقها. تعاونت شيرين مع أحمد صلاح حسني في ألبوم "اسأل عليا" الصادر عام 2012 بأغنية "أعصابه تلاجه" التي كتب كلماتها أمير طعيمة ووزعها طارق مدكور، وهي أغنية مقسوم خفيفة تروي فيها شيرين بخفة ودلع عن معاناتها مع حبيبها الغير مهتم بمشاعرها أو على حد وصفها حتى في أوقات الزعل بتكون أعصابه تلاجه.

أعطى عمرو دياب دفعة ثقة كبيرة لـ أحمد صلاح حسني في موهبته وقتما أعجبه واحد من ألحانه وقرر تقديمه في ألبوم "بناديك تعالى" الصادر عام 2011 وهي أغنية "معاك برتاح". كتب كلمات الأغنية أمير طعيمة ووزعها عادل حقي، كما اشترك عمرو دياب بتلحين الأغنية معه، وكان اللافت في هذا الألبوم هو تلحين عمرو دياب لأغلب أغنياته، ورغم الظروف السياسية وقتها إلا أن الألبوم حقق نجاحًاا كبيرًا، وجذبت الأغنية انتباه العديد من الشباب وقتها بموسيقاها الإلكترونية الراقصة القريبة من الهاوس.

شكل ألبوم "شخصية عنيدة" عودة قوية لأصالة مع الجمهور المصري بعدما غابت عنه حوالي أربع سنوات. ورغم تعرض الألبوم للقرصنة والتسريب قبل طرحه رسميًا، إلا أنه استطاع تحقيق مبيعات كبيرة مع بداية صدوره بحسب تصريحات شركة التوزيع حينها. تعاونت أصالة مع العديد من الشعراء والملحنين الشباب ومنهم للمرة الأولى مع أحمد صلاح حسني الذي كان يمارس هوايته في التلحين وهو يُعد نفسه للتمثيل، وقدّمت أصالة معه اغنية "أساسي" من كلمات أيمن بهجت قمر وتوزيع طارق مدكور ورغم أنها مليئة بكلمات الحب والهيام إلا أنها قدّمت لونًا مختلفًا على أصالة من حيث تنوع الجمل اللحنية والتوزيع القريب من موسيقى الديسكو.

كشف أحمد صلاح حسني في أحد اللقاءات عن علاقته الوثيقة بمحمد حماقي، والتي بدأت قبل أن يصبح أحد نجوم البوب البارزين، فقد جمعهما حب كرة القدم وأصبحا أصدقاء مقربين. تعاونا في عدة مناسبات في أغنيات حققت نجاحًا كبيرًا، بما في ذلك خمس أغنيات في ألبوم "من قلبي بغني". من بين هذه الأغنيات "وآدي حالي معاك"، وهي أغنية درامية حزينة تصوّر عذابات ما بعد الفراق بمنتهى البراعة. جاءت الجمل اللحنية هادئة وسلسة، متناسقة مع الكلمات التي كتبها أمير طعيمة، أما التوزيع فكان لتميم.

تعتبر اغنية "مش سوا" لأحمد بتشان من أحدث ألحان أحمد صلاح حسني، وهي أغنية درامية أشبه بحوار مع الحبيبة السابقة، يؤكد من خلاله أنهما لم يعودا سويًا وقد تخطى جرحها له ولم يعد مهتمًا بالماضي. كتب كلمات الأغنية أيمن بهجت قمر ووزعها فهد.