وسط عدد كبير من النجوم والمنافسة الشرسة وقتها اختار سمير غانم لون كوميديا الفارس، وهو فن مستوحى من المسرح اللاتيني، ويعتمد على المبالغة والمفاجآت التي كان يعتمد من خلالها على بناء شخصيات بملابس وإكسسوارات معينة يجذب بها الجمهور بسهولة. لكن سمير غانم لم يكتفِ طوال مسيرته بتقديم الكوميديا من خلال التمثيل، بل استطاع أن يضع بصمته في عالم الموسيقى والغناء أيضًا وعلى طريقته. أشار العديد من الموسيقيين إلى إمكانياته الصوتية وأنه متعدد النغمات والتفاصيل، وتجلى ذلك في المونولوجات الغنائية والفوازير والعروض المسرحية من أعمال مميزة قدّمها منذ بداية ظهوره مع فرقة الاستعراض الذي حمل اسم ثلاثي أضواء المسرح في فترة الستينيات، وفوازير فطوطة التي ظلّت في ذاكرة الجماهير. كما شارك سمير غانم مطربين شعبيين الغناء، مثل شعبان عبد الرحيم في مسرحية دو ري مي فاصوليا، والمطرب أحمد عدوية في أغنية عيلة تايهة يا ولاد الحلال من فيلم حسن بيه الغلبان.
في العام 1985 أصدر سمير غانم ألبوم كوميدي بعنوان مانا مانا، الذي ضمَّ تسع أغانٍ حملت مشاعر مختلطة داخلت بين البهجة والمرح، والكوميديا السوادء وسخرية القدر. استطاع سمير غانم على امتداد الألبوم أن يصيغ تلك المواضيع بمنتهى السهولة والانسيابية في الكلمات، حيث اشترك في كتابة أغاني الألبوم المؤلف عصام عبدالله وحسين السيد. تتمثل قوة الألبوم في اختيار مواضيع واقعية تستلهم من الحياة اليومية، بلغة مألوفة، كما في أغنية مانا مانا والتعبير عن الأرق الذي يأتي للأطفال، بالإضافة إلى استخدامه جمل وتعابير ساخرة كما جاء في أغنية الكورة مدورة وتوجيه كلامه كلاعب كرة قدم إلى حكم المباراة: "أنا قلت 100 مرة للحكم ميجريش قدامي"، أو اللعب على القوافي بطريقة هزلية كما في أغنية الشانس: "أما صحيح لو ضحك الشانس/ والأيام ضربتلي بلانس".
أما على مستوى الألحان فقد استمعنا إلى جمل نغمية جذابة تخدم العنصر الكوميدي، كما لجأ إلى الموال الشعبي كما في أغنيتي كونو نونو وأنا مبسوط، وقد قام بتلحين الأغنيات محمد هلال وخالد الأمير. اعتمد سمير غانم على تلوين صوته في الألبوم حسب موضوع كل أغنية والشخصية الرئيسية فيها، سواء طفل أو رجل صعيدي، أو توظيف الغناء الأوبرالي بشكل كوميدي. كما أهدى من الألبوم أغنية لزميله الضيف أحمد بعنوان رسالة، حيث جمعتهما في الماضي فرقة ثلاثي أضواء المسرح، فيتذكر عبر الأغنية مشوارهما سويًا، ويتمنى اللقاء مرة ثانية بأسلوب دافىء لا يخلو من الظرافة: "واهي أيام بتعدي يا ضيف وهنتقابل بلا تكليف".
تشير بعض المصادر إلى أن أرشيف الفنان الراحل سمير غانم قد ضمَّ أكثر من مئة أغنية، ظهر بعضها ضمن صيغة ألبومات ثلاث مرات، منها ألبوم ضمَّ أغنيات مسلسل كابتن جودة وألبوم كوكو واه، إلى جانب مانا مانا الذي كان التجربة الأولى اوالأبرز من إنتاج صوت الدلتا. كما قامت الفنانة دنيا سمير غانم العام الماضي باستعادة أغنية أوشي من الألبوم بصوتها تكريمًا لذكرى والدها في يوم عيد ميلاده.