وُلد طه فحصي، المعروف بـ إل غراندي طوطو، في كازابلانكا ونشأ في بيئة موسيقية، مما ساهم في تشكيل شخصيته الفنية. يُعرف بتقربه من عائلته وأصدقائه، الذين يدعمونه في مسيرته الفنية. كما أن له اهتمامات متنوعة تشمل الرياضة والفن، ويُعتبر شخصًا مبدعًا يواصل السعي لتحقيق أهدافه وتوسيع نطاق تأثيره في عالم الموسيقى. في المقابلات، غالبًا ما يتحدث طوطو عن أهمية الصدق في الكتابة وعن التحديات التي واجهها في حياته، مما يجعل فنه أكثر قربًا من جمهوره..
بدأ مشواره الفني بحلم أن يكون راقص بريك دانس، لكنه سرعان ما اكتشف شغفه الحقيقي في عالم الموسيقى. خلال فترة مراهقته في كازابلانكا تبلورت علاقته بالموسيقى، ما دفعه إلى إصدار أولى أغانيه "حلمة أدو" عام 2016. لم يمرّ هذا الإصدار مرور الكرام، بل جذب إليه الأنظار وفتح له أبواب مشهد الهيب هوب المغاربي. بأسلوبه الفريد وكلماته الجريئة، نجح طوطو في تصوير حياة الشباب وتحدياتهم، ما جعله صوتًا بارزًا ومؤثرًا في هذا المجال، كما كان واضحًا أن أسلوبه الكتابي لا يرحم، أسلوب مليء بالتشبيهات الثقيلة والقوافي المرنة.
X
"حلمة أدو" وظهور إل غراندي طوطو على الساحة
عندما صدرت "حلمة أدو" حققت آلاف الاستماعات، وصل صوت طوطو إلى المستمعين بخفّة دون عناء الترويج أو الدعاية، فقد عرف كيف يلتقط آذانهم ويدس فيها ما يريدهم أن يسمعوه. توالت بعدها إصداراته المنفردة حتى سجّل تراك "Pablo" عام 2017 التي تعتبر نقطة مفصلية في مسيرته، خاصة أنها حققت ملايين المشاهدات وعرّفت الجمهور المحلي أكثر عليه.
تعاونات طوطو الناجحة في 2018: الراب والبوب مع منال
تسلل صوت طوطو في هذا التراك إلى الأماكن العامة، ودخل إلى الراديو حيث سُمعت للمرة الأولى في مكان عام على هيت راديو، وهي إذاعة محلية. زادت جرعة الثقة بنفسه بعد أن علم أن صوته طبع تأثيره في الشارع المغربي، وشارك في مهرجانات محلية مثل البوليفارد وغيره، حتى صار طوطو من أكثر الرابر المشهورين بفضل المجهود الذي بذله.
انتقل عام 2018 إلى تقديم سلسلة تعاونات بارزة، منها تراك "Slay" مع منال الذي شكّل اندماجًا بين جنرات البوب والراب. مزج المنتج سُفيان إي زد تأثيرات هذه الأنواع، بينما استطاع طوطو ومنال أن يقدما تدفقًا وأداء مميزًا. كما أطلق في في بداية عام 2020 تراك "Hors Serie" التي جمعت بين مشهد الأولدسكول المغربي مع دون بيغ والأسماء الصاعدة وقتها مثل ختك.
التعاونات مع المنتجين المحليين والجيل الجديد
جاءت اختيارات طوطو ذكية بتعامله مع المنتجين المحليين مثل تعامله مع Hades في بدايته، وانتقل بعدها إلى التعاون مع الجيل الجديد من المنتجين مثل دراغانوف ونوفو ويو أصيل. يمكننا القول إن تعاون طوطو مع نوفو قدّم واحدة من أجمل ثنائيات المشهد المغربي في "VitamineDZ"، والتي ساهمت في ترسيخ جنرا التراي التي دمجت تأثيرات الراي والتراب. من الجدير بالذكر أن هذا التراك سُجّل خلال زيارة طوطو الأولى للجزائر، وجاء كتحيّة لهذه البلاد التي طُبعت في هويته الموسيقية عبر عيّنة صوتية لصوت الشاب خالد.
أطلق طوطو في هذه الفترة ألبومه الطويل الأول "Cameleon" الذي كان بصدد العمل عليه منذ بدايته عام 2017، وقد بلور في هذا العمل هويته البصرية أكثر بداية من العمل الفني، حيث أظهر وجهه ملوّنًا بألوان الحرباء، ليقول للجميع إنه قادر ويستطيع الاندماج في أي مكان، ولعلّه قصد بهذا التشبيه صوته الذي بدأ يتداخل أكثر وأكثر مع الثقافة المحلية ويخرج إلى المنطقة وبعدها العالم.
أما النقطة المفصلية الأبرز في مسيرة طوطو كانت مع تراك "Mghayar"، حيث أظهر هذا التراك تطور صوت طوطو إن كان من ناحية الأداء عبر الديلفري والفلو، أو حتى من ناحية الأسلوب الكتابي. فقد خرج هذا التراك بعد وفاة والدته عام 2020، ليقول فيه: "ياما ولدك ما ناسيش". استطاع "Mghayar" إعطاء طوطو مساحة للتعبير عن نفسه وحياته الشخصية، والغناء عن أوجاعه لجيل كامل استطاع أن يشعر بكلماته، ما جعلها واحدة من أبرز إصدارات الهيب هوب المغاربي، خاصة أنها حققت ملايين المشاهدات.
بعد ألبوم "Cameleon" وقبل أن يصدر طوطو ألبومه الأحدث "27" خلال العام الماضي، قدّم مجموعة إصدارات منفردة وتعاونات شقيّة، منها تعاون شمال أفريقي مع ويجز في تراك "مش خالصة". اشترك أيضًا مع سي كاي في تراك "Love Nwantiti" الذي حقق شهرة عالمية كبيرة، كما استمرت تعاوناته المحلية مع سمول إكس في "Thezz".
كان الجميع بانتظار ألبوم "27" عند صدوره عام 2023، خاصة بعد أن أصدر طوطو تراك "WELD LAADOUL" قبل شهرَين كعيّنة أولى كشفت عن مزاج الألبوم. في مقابلته الخاصة مع بيلبورد عربية، حكى طوطو أنه يعتبر "Cameleon" الألبوم الذي عرّف الناس على إل غراندي طوطو، أما "27" فهو ألبوم شخصي يخصّ شخصيته باسمها الأساسي طه فحصي. أتقن طوطو التراكات وقدمها بجودة عالية، مستندًا على أسلوبه الكتابي في بداياته مع نفحة التطور التي رافقته.
حقق ألبوم "27" نجاحًا جماهيريًا كبيرًا منذ الأسبوع الأول لصدوره حيث دخلت ثماني أغاني منه إلى قائمة بيلبورد عربية هوت 100 ومنها "BLUE LOVE" و"DELLALI" مع حمزة و"Razones" مع مراد، إذ لا تزال هذه التراكات الثلاث حاضرة على القائمة بعد 26 أسبوعًا متتاليًا. كما وصل طوطو في أسبوع صدور الألبوم في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلى المرتبة الثانية على قائمة 100 فنان، واستمر حضوره على القائمة بعد ذلك في مراتب متقدمة لـ 26 أسبوعًا، ما كشف عن قدرته على منافسة أكبر الأسماء في عالم البوب والهيب هوب وباقي الجنرات. بعد نجاح الألبوم شارك طوطو في حفل على مسرح الأولمبيا بباريس ليكون أول رابر من المنطقة يقدم عرضًا في هذا الستاديوم، كما قام بجولة للترويج للألبوم في باقي الدول الأوروبية.
مكانة إل غراندي طوطو في مشهد الهيب هوب المغاربي
نجح إل غراندي طوطو في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز فناني الهيب هوب المغاربي. حيث من خلال إصداراته المتنوعة وتعاوناته البارزة، تمكن من جذب جمهور واسع والتأثير في مشهد الموسيقى الشمال أفريقي. ألبومه "27" الذي صدر عام 2023 لم يكن مجرد عمل موسيقي، بل كان تعبيرًا عن شخصيته وتطوره الفني، ما جعله يحظى بشهرة واسعة ويحقق نجاحات ملحوظة. عبر جولاته وحفلاته، واصل طوطو تقديم موسيقاه لجمهور أوسع، محققًا إنجازات تضاف إلى مسيرته الفنية المتألقة.