أطلق صابر الرباعي ألبومه "سيدي منصور" عام 2000، ليحقق من خلاله تحولًا بارزًا في مسيرته الفنية. مزج الألبوم بين أصالة الطرب وتطورات البوب الحديثة، ما قدم تجربة موسيقية جديدة رفعت من شعبيته في المنطقة. ضم الألبوم 8 أغاني متنوعة، وكان مشروعًا فنيًا متكاملاً جمع فيه كوكبة من أبرز المبدعين في مجال التلحين والتوزيع، ليخرج بنسيج موسيقي مميّز لا زال يتردد في أذهان الجمهور حتى اليوم.
أغنية الألبوم الرئيسية
تنحدر أغنية "سيدي منصور" من التراث التونسي، تحديدًا من مدينة صفاقس، مسقط رأس صابر الرباعي. وهي من الأغاني الشعبية التي تربى عليها أهل المدينة، وتكرم الولي الصالح "سيدي منصور"، الذي يقع ضريحه في صفاقس ويُعتبر رمزًا روحيًا مهمًا.
تعاون صابر مع حميد الشاعري الذي قام بتوزيع الأغنية بروح عصرية، مع الحفاظ على صوت القراقب الذي أضفى طبقة من الإيقاع الشعبي. كما أضاف سامح العجمي أبياتًا من الغزل العربي، وخلق مزيجًا بين التراث والتجديد.
تم تصوير الكليب من إخراج طوني قهوجي، حيث قدّم مشاهد حيوية تنقل صابر الرباعي برفقة لاعبي الدفوف، مع تحركات كاميرا مميزة جعلت من الكليب واحدًا من أبرز أعمال الألفية. الأغنية نفسها تحولت إلى واحدة من أبرز الهيتات في عالم البوب، لتصبح أيقونة موسيقية حتى اليوم، محافظة على مكانتها بين الأكثر استماعًا حتى اليوم، ما ساهم بدخولها إلى قوائم بيلبورد عربية.
تعاونات وأغاني متنوعة
تعاون صابر الرباعي مع مصطفى كامل في كتابة كلمات أغنيتي "أول قلب" و"كل العمر"، بينما تولى عصام اسماعيل تلحين الأغنيتين، وقام طارق عاكف بتوزيعهما. حملت الأغنيتان تأثيرات البوب المصري في التوزيع، مع كلمات رومانسية صاغها مصطفى كامل بطريقة شعرية، بينما أضافت ألحان عصام اسماعيل لمسة مميّزة. أما أداء صابر الرباعي، فقد كان مليئًا بالعاطفة، حيث نقل صوته المميز تأثيرات نغمية.
التطور الفني لألبوم "سيدي منصور"
كما كان لصابر تجربتين بالتلحين في أغنيتين "البديل" من كلمات ومن توزيع طارق عاكف، و"ارحلي" من كلمات مهدي بن خليفة وتوزيع عمرو عبدالعزيز. أما في أغنية "عز الحبايب" فتعاون مع مروان خوري في الكتابة والتلحين، ليقدم واحدة من أولى أغنياته باللهجة اللبنانية. حملت الأغنية كلمات مليئة باللوم والحسرة، مما أظهر طبقة شجن في صوت صابر، بينما تميزت الألحان بأسلوب مروان خوري الرومانسي، مما جعلها واحدة من أبرز الأعمال في مسيرة الرباعي.
حقق ألبوم "سيدي منصور" تحولًا كبيرًا في مشوار صابر الرباعي الفني، حيث أظهر قدرته الفائقة على توظيف صوته وتقديم أكثر من لون ولهجة بين المصري واللبناني، ليعكس تطورًا في أسلوبه الغنائي، ويثبت مكانته كأحد أبرز الفنانين في ساحة البوب. هذا التنوع في الأسلوب واللغة منحه القدرة على الوصول إلى جمهور واسع، وجعل الألبوم علامة فارقة في مسيرته.