يمثل بوقال الجيل الجديد في مشهد الهيب هوب المغاربي، فهو أحد أبناء جيل زد الذين أضافوا نكهة مميزة للمشهد. يتميز بأسلوبه المختلف الذي يعتمد على أداء قوي وتدفق صادم يتناغم مع طبقات صوته العميقة، ويزخر أسلوبه الكتابي بالبارات التبجحية والعبارات الجريئة التي تضيف إلى جاذبية أدائه. قدم خلال مسيرته عشرات الإصدارات المنفردة إلى جانب ألبوم مصغر، وحصدت أعماله ملايين المشاهدات والاستماعات.
انطلاقته مع تراك "طربين طربا"
برز بوقال لأول مرة مع المنتج لمبوق في سلسلة راب الشوارع، التي تعتبر الأولى والأشهر في المغرب، حيث قدّم فري ستايل في مدينة الولفة بالدار البيضاء، كاشفًا عن أسلوب واعد يتميّز بقوته في تقنيات التدفق والبنش لاينز، وقدّم مزيجًا من القوافي السلسة والإيقاعات الصارمة.
انتشر هذا الفريستايل كالنار في الهشيم، وأصبح كل من صادف بوقال في شوارع كازابلانكا يحييه بعبارة "طربين طربا"، وهي افتتاحية الفريستايل الذي قدّمه. هذا النجاح دفع بوقال لتطوير الفريستايل، فكتب باقي الكلمات وحوّله إلى أولى إصداراته بعنوان "طربين طربا" ، ليكون الفاتحة في مسيرته وقد حصد أكثر من 5 مليون مشاهدة بعد صدوره بأيام، وحقق 11 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده حتى اليوم.
تنقل جريء: من التراب إلى الدريل
منذ بداياته، أظهر بوقال قدرة استثنائية على استكشاف أنماط موسيقية متنوعة، حيث برع في تقديم البوم-باب والتراب والدريل، مفاجئًا جمهوره مع كل إصدار ومثبتًا حضوره بقوة على الساحة. جسّد بوقال روح الموجة الجديدة للراب المغربي، مبتعدًا بجرأة عن الأسلوب التقليدي الذي هيمن لفترة، ومقدمًا توجهًا تجريبيًا يعكس رؤيته الفنية الجريئة.
في تراك "Lapay" من إخراج هاي فيجين وتراك "كازاوي" من إخراج زاهر سفيان سنة 2022، ركزت الفيديوهات على مشاهد من الشارع ولقطات كاميرا عكست حياته اليومية، مما أضفى طابعًا واقعيًا قريبًا من جمهوره.
عام التوسع والتعاونات المميزة
شهد عام 2023 غزارة بالإنتاجية في مسيرة بوقال، حيث قدم العديد من الإصدارات المنفردة التي تميزت بتعاونات مع أسماء بارزة من المشهد مثل أو جي في تراك "ريد لايبل"، وبايبي بوي وMxn3y في تراك "سمعني"، الذي يعد من أبرز إصدارات الدريل المغاربي لهذا العام. كما أطلق بوقال ألبومه المصغر الأول "سبيطار"، الذي ضم ستة تراكات، مظهرًا تأثيرات موسيقية متنوعة، منها لمسات من الموسيقى الشعبية في تراك "ماكاينش".
بصمته البصرية المميّزة
أما هذا العام، فقد استمر في التركيز على تقديم الكليبات، حيث أطلق مجموعة من الإصدارات التي ساهمت في ترسيخ هويته البصرية. في تراك "كاليميرو"، تحدث عن حياته اليومية ونقلها عبر مشاهد تعكس تفاصيل الحياة اليومية. كما تعاون مع المشهد التونسي في تراك "بامبينا" مع موكا، موجهًا بذلك رسالة موسيقية جديدة في تعاونات المشهد المغاربي.
أطلق مؤخرًا تراك "JEFE"، الذي عاد فيه للتعاون مع هاي فيجن في الإخراج، مما عزز من أسلوبه البصري وأثره في المشهد. كما دخل إلى قائمة أعلى خمسين هيب هوب عربي بتراك "ميسي" الذي صدر في سبتمبر / أيلول 2024.
أثبت بوقال قوة حضوره الفني واختلافه عن العديد من أقرانه في الساحة، متجاوزًا أساليب الهيب هوب التقليدية التي كانت سائدة لفترة طويلة في المشهد المغربي. عززت الكليبات التي أصدرها هذا الجانب، حيث نقلت في معظمها مشاهد من الحياة اليومية في الشارع. أما موسيقاه، تميزت بتنوع إيقاعاتها وقدرته على دمج أنماط مختلفة مثل الدريل والتراب، واتسم أسلوب كتابته بالجرأة والتعبير المباشر، ومع كل إصدار جديد، يواصل بوقال تأكيد مكانته كأحد رواد الجيل الجديد في الساحة الموسيقية المغربية.