بعد يوم واحد من إعلان تعاقده من تسجيلات وورنر ميوزك، وبعد مرور حوالي العامين على آخر إصداراته الرسمية، عاد صنور أخيرًا بتراك "كلمة"، مقدمًا بُعدًا مأساويًا لقصص الحب المعقدة في فيديو كليب مصاحب للأغنية أخرجه بنفسه.
عالم بصري متكامل
يأخذنا الرابر المقنع عبر الكليب في جولة بمدينته الدار البيضاء، لتبدو أنها جولة داخل عقله في الوقت ذاته. تجمع المشاهد بين المباني ذات القمم الشاهقة، والشوارع المهجورة، ومن المساحات الواسعة، لأقبية وشقق وأسطح محدودة ومحاصرة، عارضًا تصوراته لكابوسية فقدان الحبيب، وعمق تأثير ذلك على حالته النفسية، وظلامية رؤيته لكل ما يحيطه.
كما لا تغيب عن الكليب مشاهد الرقص التعبيري التي تصور الصراعات النفسية الداخلية، ويسرع من وتيرة الكليب في مقابل أداء غنائي متمهل يعطي كل بار حقه من إيصال المشاعر.
يزاوج صنور بين اللغة الإنجليزية والدارجة المغربية في الأداء. كما يركز بشكل واضح على إيقاء البارات قليلة، معطيًا مساحة أكبر للكورس، والذي يلعب على فكرة تناول الحلم كمساحة من العقل الباطن تتوغل فيها الآلام؛ الفيرس كله هو محاولة للاستفاقة من كابوس يتكرر. يتناسب هذا مع الإنتاج الموسيقي الذي يستعمل لحن تراب ممزوج مع الجيتار، يعطي مساحة له للاسترسال بالغناء.
عودة قوية لـ صنور
حتى في مدة انقطاعه عن الإصدارات، حافظ صنور على حضور قوي في مشهد الراب، رصدته قائمة بيلبورد عربية أعلى 50 هيب هوب، حيث نافس تراك "داوك ليا" الصادر في 2023 بقوة ولأسابيع متتالية في نهاية العام 2024، ووصل للمركز السادس.
كان الرابر الغامض قد بدأ مسيرته في مشهد الراب المغاربي قبل حوالي خمس سنوات، بقي خلالها مقنعًا في كل ظهور وفيديو كليب وحتى في اللقاءات الإعلامية، ولم يكشف عن هويته حتى الآن.