فيما كان جمهور أبيوسف يترقب ألبومًا طويلًا موعودًا بعنوان "جنينة البقر"، تركهم أبيوسف حائرين مرة أخرى وأصدر ألبومًا قصيرًا من أربع تراكات بعنوان "مش جنينة البقر". إصدار جديد يشاركه الرابر، صاحب الشخصيات المتعددة، كتصبيرة إضافية قبل ألبومه، ويلخص فيه التقنيات والعناصر الصوتية المعتادة لديه والمحببة لدى جمهوره.
عينات صوتية كثيفة من الثقافة الشعبية
يعود أبيوسف لتقنيته المفضلة بإدخال جمل مقتطعة من المحتوى التلفزيوني والبرامج الحوارية كسامبلز، موظفًا إياها في تنظيم سردية التراك، ومهاجمة أشخاص وأخصام مجهولين، كما نسمع في تراك "يقدم باردًا" أو في "لابوار"، مستعملًا في التراكين سامبلز من جمل على لسان المذيع إبراهيم عيسى، وإيناس الدغيدي، والممثل طارق لطفي، وغيرهم. علمًا أن كل تراكات الألبوم عدا "فراولة" كانت ديسات لشخص بعينه، أو عدة أشخاص مجهولين يوجه الحديث لهم
جنرات متنوعة ولعب مكثف في الصوت
المنتجون الموسيقيون للألبوم، عمر الطائي وبركات وأبيوسف نفسه، يصعّبون على المستمع مهمة تحديد ماهية بعض الشخصيات المسمبل صوتها من خلال تغليظ الصوت وكتمه، مضيفين بُعدًا غرائبيًا للتراكات.
يتنقل الإنتاج الموسيقي بين الكثير من الجُنرات من التراب في "يقدم بارد" و"عفاريت"، للحن تجريبي متطرف يستعمل ايقاعات درامز متتابعة مع السنير فقط في "لابوار"، ينتجه أبيوسف بنفسه. ومنه إلى التكنو سريع الإيقاع في "فراولة" بمشاركة المنتج الموسيقي ZVLA، ثم التراب المغرق بالـ 808 في "عفاريت".
قاموس كلمات متحرك، لكن لا جديد
يُحكِم أبيو فيرساته عائدًا للتركيز على نبرة الدِسات، ومفعّلًا شخصية الفتى الغير مكترث، فيقدم الكثير من الهوكات القوية، والفلوهات السريعة المنضبطة، والانتقالات من مزاج لمزاج مختلف في ظرف ثوانٍ، لكن كل هذا لا يزال يدور في فلك ما رأيناه من شخصياته المسابقة، دون جديد في الطرق الأدائية السابقة.
فبرغم أن قاموسه الساخر الغني بمفردات الثقافة الشعبية والصناعة الترفيهية هو سلاحه الذي يميزه عن أي رابر، لا يمكن اعتبار أغلب البارات في هذا الإصدار أكثر من "تسخينة"، أو وورد بلاي معتاد، دون تجاهل جمل مميزة مثل "مستني سامو زين ينزل اصدار" أو "أكشن مين ده افلام ديزني".
لا شك في أن أبيوسف ترك تصبيرة حلوة لجمهوره، ولكنه لم يرو عطشهم، بل زاد تشوقهم للمشروع التالي، وصعّب على نفسه احتمال تكرار تقنياته المعتادة بعد حرقها هنا.