بدأت قصة مروان موسى مع أبيوسف قبل أن يتعارفا، حيث كان مروان مستغرقًا في استكشاف مشهد الهيب هوب العالمي، متأثرًا بأسماء عالمية مثل إيمينيم وفيفتي سنت ودكتور دري. لكن سرعان ما لفت انتباهه اسم أبيوسف في الساحة المحلية. كان وقتها أبيوسف بصدد تغييّر قواعد اللعبة في المشهد المصري، ما جعل مروان يعيد التفكير في إمكانيات الراب باللهجة المصرية، كما كشف في إحدى مقابلاته.
بداية غير متوقعة: من التأثر إلى التعاون الأول
بعد أن عاد مروان من دراسة السينما في إيطاليا، صادف أغنية "بحط عليكو" لأبيوسف، التي دفعته للتواصل وعرض إخراج كليب لها. لكن لم يتحقق لقاؤهما الأول حتى عام 2016، حينما بدأ مروان بإنتاج البيتات، فأرسل لأبيوسف بيت داعيًا إياه للتعاون. حين اجتمعا، ولدت بينهما طاقة إبداعية، وأنتجا أول تراك مشترك بعنوان "زغزغته"، وهي أيضًا الخطوة الأولى في مسيرة مروان.
جاء التعاون الثاني بينهما عام 2017 مع تراك "لاء مفيش". في هذا الوقت، كان مشهد الراب المصري يعيد تشكيل هويته، مع دخول موجة التراب وتراجع أسلوب الأولد سكول تدريجيًا. جاءت هذه الأغنية لتكون من إصدارات الأولد سكول البارزة لتلك الفترة، حيث أنتج أبيوسف البيت بتفاصيل تقليدية مثل الإيقاعات الثقيلة والسامبل المستوحاة من المدرسة الكلاسيكية. في حين قدم مروان لمسته الخاصة بأسلوبه القوي في الكتابة والتدفق، مبرزًا قوة البنشلاين وقدرته على توصيل رسائل لاذعة. تميزت اللازمة في الأغنية بنبرة تهكمية على السين المصري، يسأل مروان "في رابر أسمعه أقول يا بخته؟" ويجيبه أبيوسف "لاء مفيش".
"12 دقيقة": التوتر يبدأ بالظهور
استمر التعاون بينهما لفترة وجيزة فقد أنتج مروان بيت تراك "ببغان"، وشارك أبيوسف في تصوير أول فيديو كليب لموسى بعنوان "كيكي" سنة 2018، مما أعطى انطباعًا بأنهما يشكلان فريقًا متكاملاً. لكن هذا الحلم لم يدم طويلاً، ففي العام نفسه أصدر مروان تراك "12 دقيقة" الذي عبّر فيه عن التوتر الذي طرأ على علاقتهما، ووثق فيها لقاء بالصدفة بينهما، وحكى في أحد البارات: "بقالي فترة عايز أعاتبك، شفتك وإفتكرت"، مؤكدًا بداية مرحلة التباعد من البعد بينهما.
رغم ذلك، لم يتردد مروان في التعبير عن احترامه العميق لأبيوسف ودوره في دفعه نحو مشهد الهيب هوب، حتى أنه استخدم سامبل من أغنية أبيوسف الشهيرة "سلبي" في تراك "اجزخانة"، ليُبرز حجم التأثير الذي تركته هذه الأغنية فيه. وكأن مروان يوصل رسالة مفادها أنه تعلم من تلك التجربة درس مهم، رغم ما شاب علاقتهما من خلافات.
في السنوات التالية، توقفت العلاقات بين مروان موسى وأبيوسف ولم يعملا سويًا، ليبدأ أبيوسف رحلة جديدة ضمن فريق جبهة المكسيك، الذي جمعه مع أبو الأنوار شريكه وصديقه المقرب وقتها، إضافة إلى ليل بابا وديسو وغيرهم. وسرعان ما بدأت الأجواء تزداد سخونة بين الأطراف، حيث تبادلوا رسائل دس غير مباشرة في أغانيهم.
في تراك "أوكيه" عام 2020، أطلق أبيوسف دسًا قويًا قائلاً: "كنت فاكرك أصلي بس إزاي كده تخيب؟ جابوك في العيد ميلاد عشان تملى الكيس"، في إشارة إلى حضور مروان موسى عيد ميلاد خالد مختار، صديق ويجز. يأتي هذا التصريح ضمن سلسلة دسات طويلة بين أبيوسف وويجز، كما وجه له دسًا مباشرًا في نفس التراك قائلاً: "يا أسطى دي القمة، إحنا هنا، إنتو فين؟" كردّ على بار ويجز في تراك "تي.أن.تي" الذي قال فيه "انت مستغرب أنا ع القمة ليه".
تصاعد البيف: من دسات مباشرة إلى ردود غير مباشرة
في عام 2021، تصاعدت الأمور إلى مرحلة البيف العلني بين أبيوسف ومروان موسى، بدأ البيف عندما سخر ويجز من أغنية "شيراتون" لمروان موسى عبر ستوري على إنستجرام، مما دفع مروان للرد بتراكين "كله في السليم" و"مش أوكيه"، ووجه فيهما دسًا مزدوجًا نحو ويجز وأبيوسف. لكن أبيوسف رد بتراكات "ميغاتون" و"سيت" و"إعصار كاترينا"، ليتبادل الطرفان الدسات النارية، مما جعل الجمهور يظل متابعًا بكل حماس حتى الساعات الأولى من الصباح في انتظار كل تراك.
شهد هذا البيف، الذي استمر بجولات متباعدة حتى عام 2022، دخول أسماء أخرى مثل عفروتو وأبو الأنوار. ورغم أن ويجز كان هو من بدأ البيف، إلا أنه لم يصدر أي تراك جديد في هذه المواجهات. ومع نهاية الجولة الأولى، استمر التوتر بين مروان وأبيوسف، لكن هذه المرة من خلال دسات غير مباشرة، كان أبرزها تراك "بيج مافيا" لمروان، الذي صبَّ المزيد من الزيت على النار.
مع تصاعد الأمور، بدأت أطراف أخرى مثل الجوكر وأبو الأنوار يدخلون على خط البيف، لتتسع دائرة الهجوم وتطال كل اسم بارز في السين. في هذا السياق، قام أبيوسف بإشعال البيف من جديد في نهاية العام، بتراك "أنا قولت سيت"، والذي جاء كرد فعل قوي ليجدد الصراع بينهما. وكان رد مروان في تراك "سخنت جامد" صريحًا، حيث اتهم أبيوسف بـ"حبيتوا البيف، من بعده سنتكوا من غير أرانب" في إشارة عنه وعن أبو الأنوار.
عودة التفاعل: هل تكون بداية جديدة؟
طوال السنوات الماضية، ظلت العلاقة بين مروان موسى وأبيوسف مجمدة، كل منهما يسير في طريقه منفردًا دون أن يلتقيان. لكن المفاجأة جاءت مؤخرًا، حينما نزل أبيوسف تراك "أوكيه أوكيه"، والذي تضمن بار : "ماشي يمين زي ماريو" اعتبره الكثيرون بمثابة رد اعتبار إلى مروان. لكن ما فاجأ الجميع أكثر كان تعليق مروان على بوست الأغنية على إنستغرام، حيث أضاف إيموجي نار، ليكون أول تفاعل علني بينهما بعد كل هذه السنوات.
بين التوتر والتعاون، يظل البيف بين مروان موسى وأبيوسف واحدًا من أكثر الفصول إثارة في مشهد الهيب هوب المصري. قصة بدأت بالكيمياء والتعاونات، ثم تحولت إلى مواجهات علنية، تتنقل بين دسات مباشرة وغير مباشرة، لتحافظ على جمهور متابع متشوق لتطورات البيف. لكن بعد سنوات من التباعد، جاء التفاعل المفاجئ بينهما ليعيد الأمل لدى جمهور السين في إمكانية عودة التعاون. فهل هو بداية لمرحلة جديدة من التعاونات المنتظرة ؟