تُعد السيدة فيروز من أكثر النجوم العرب تأثيرًا في الساحة الفنية سواء على المستوى العربي أو العالمي وقد خصتها مجلة فوربز قبل عدة سنوات بتصنيف استثنائي، حيث ابتكرت لها مرتبة خاصة سمتها "فوق التصنيف". على مدار أكثر من ستة عقود تربعت فيروز على قلوب جمهور واسع من مختلف الأجيال، إذ أثبتت أغانيها الخالدة أنها تتجاوز حدود الزمن، بالإضافة إلى صوتها الملائكي الفريد الذي يأخذنا في رحلة إلى عالم آخر. ومنذ انطلاق قائمة 100 فنان وعلى مدار 44 أسبوعًا لم تغب جارة القمر عن القائمة، حيث احتلت العديد من المراكز حتى وصلت هذا الأسبوع إلى المرتبة 17. كما تعد فيروز من أكثر الفنانين حضورًا في قائمة أعلى 50 ليفانتين بخمس أغنيات. وقد دخلت أغنيتها "كيفك إنتا" هذا الأسبوع قائمة هوت 100 في المرتبة 95. وفي الحلقة الخامسة عشرة من برنامج أسبوع بيلبورد عربية قررنا الاحتفاء بها لتكون نجمة فقرة "فنان الأسبوع" مع المذيعين إلياس الستة ونوف عبدالله.
اسمها الحقيقي نهاد حداد، وولدت في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 1935، منذ طفولتها لاحظت عائلتها حبها الكبير وشغفها بالغناء كما لفت صوتها المميز انتباه أحد أساتذة معهد الموسيقى الذي بدوره شجعها وقدمها للجنة استماع في الإذاعة اللبنانية. اللجنة ضمت الموسيقار حليم الرومي الذي أعجب بصوتها الفريد،وألحقها بكورال الإذاعة وهو أيضا من اختار لها اسم فيروز الذي أصبح رمزا للفن العربي الراقي.
لعب الأخوان عاصي ومنصور الرحباني دورًا حاسمًا في مسيرة فيروز الفنية، ولم تسلك فيروز طريق من سبقوها بل أحدثت ثورة في الموسيقى العربية من خلال تنوع الموضوعات التي تناولتها وتقصير مدة أغانيها مقارنة بما كان سائدًا في تلك الفترة، وقد تميزت أغانيها بالمزج بين التراث العربي والحداثة الموسيقية. شكلت فيروز مع الأخوين الرحباني ثنائيًا فنيًا استثنائيًا أنتج العديد من الأعمال والمسرحيات الخالدة مثل "هالة والملك" و"جبال الصوان" و "ميس الريم". تميزت هذه المسرحيات بطابع أدبي عميق، وناقشت مواضيع شائكة تتعلق بالواقع اللبناني والعربي سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية.
بالإضافة إلى المسرحيات شاركت فيروز في عدد من الأفلام السينمائية الغنائية مثل فيلم "بنت الحارس" الذي صدر عام 1968 وأخرجه هنري بركات، بينما كتب القصة والسيناريو الأخوين الرحباني، ويعد من أبرز أعمال السينما العربية، حيث جمع بين الموسيقى والتمثيل في عمل فني متكامل.
بعد وفاة زوجها عاصي الرحباني عام 1986 تعاونت فيروز مع عدد من الشعراء والملحنين، لكنها ركزت بشكل رئيسي على العمل مع ابنها زياد الرحباني، وقدم الثنائي مجموعة من الأغاني الأيقونية التي تركت بصمة كبيرة مثل "صباح ومسا" و"سلملي عليه" و "نسم علينا الهوى" و "في شي عم بيصير".
فيروز ليست مجرد مغنية بل هي حالة ثقافية متفردة وجزء من الوجدان العربي، فقد رافقت أغانيها الجمهور في لحظات الفرح والحزن مما جعلها أسطورة حية استطاعت تجاوز حدود الزمن والجغرافيا لتبقى في قلوب عشاقها على مر الأجيال.
تابعوا برنامج أسبوع بيلبورد عربية على شاشة تلفزيون الثقافية كل يوم أحد في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت السعودية، حتى لا تفوتكم آخر مستجدات سباق القوائم ومقابلات حصرية مع كبار النجوم، إلى جانب عروض حية من مواهب شابة على مسرح البرنامج.