ست بصمات بارزة للمخرج سبايك لي في الموسيقى

رغم تفضيل سابك لي لأن يُعَرف كمشجع غاضب وحماسي لفريق النيكس لكرة السلة الأمريكية، لكن لا يسعنا إلا أن نتحدث عنه في هذا الشهر كواحد من أهم المخرجين العالميين وأيقونة من أيقونات الثقافة الأفريقية الأمريكية في المجال السينمائي وعلى مستوى الثقافة الشعبية، مع الأفلام التي قدّمها والتي بدأها مع "She's Gotta have it" في عام 1986، ليليها مسيرة من الأفلام الناجحة الأخرى منذ ذلك الحين مثل "Do the Right Thing" و"Crooklyn" و"Malcolm X" و "He Got a Game" و "Da 5 Bloods" و"BlackkKlansman" وغيرها الكثير.  

ولا يتوقف نشاط سبايك لي عند الإخراج السينمائي، فسواء على مستوى الإخراج الإعلاني أو إخراج الكليبات الموسيقية استطاع ببراعة أن يترك بصمته. استدعى شخصية الفتى المهووس بمايكل جوردان من فيلم "She's Gotta have it"، مارس بلاكمون ليقدم بها حملة إعلانية ناجحة بمشاركة أسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان لحذاء جوردانز. كما أخرج لشركة ليفيز للجينز واحدًا من أبرز سلاسل إعلاناتهم هذا بالإضافة للكثير من الإعلانات المميزة لشركات بمجالات مختلفة مثل نايكي وتاكو بيل وكونفرس وحتى جاجوار. 

العين الإخراجية المميزة لسبايك لي استطاعت الجمع بمجال إخراج الكليبات الموسيقية بين قطبي البوب في الثمانينات مايكل جاكسون وبرينس. كما استطاع الحضور في المهد البصري للهيب هوب على امتداد عقود مع أسماء مختلفة. مسيرة ستجعل من قيادته لدفة اختيار الأفلام الروائية لهذا العام تجربة مميزة للغاية، وقد سبق وأن رأس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في عام 2021.

في هذة القائمة القصيرة نستعرض لكم خمس كليبات موسيقية أيقونية أخرجها سبايك لي:

أخرج لي نسختين لهذه الأغنية؛ الأولى تم تصويرها بضواحي ريو دي جينيرو الفقيرة، مع طبول الأولودوم البرازيلية الشهيرة، بألوانها السوداء والصفراء والأحمر والأخضر، منوعًا بين شكل الحركة كمسيرات والاصطفاف بالعرض بالطبول، مع استعراض شكل السلالم الشهير للممرات الداخلية لتلك الضواحي. إضافة إلى ذلك فقد وازى بين لقطات لأطفال في وضع حزين مقابل جماعية الطرق على الطبول. أيضًا اختار لجاكسون زوايا تضعه بين الممرات الضيقة مع إضاءة الشروق كبداية ليوم جديد وآفاق جديدة، قبل أن يضعه في مقدمة الجماعة كأنه يعبر عن رأيهم. 

أما النسخة الثانية عبرت عن غياب العدالة العالمية بلقطات لحروب من مناظق مختلفة من العالم ومجاعات، ممزوجة بمشاهد من داخل أحد السجون لمساجين يتناولون الطعام بشكل جماعي للتأكيد على رسالة الجماعية.

في جو من الإضاءات الخافتة، يركز المخرج على الآلات المستعملة والعازفين في البداية بالتلاقي مع التقدمة الموسيقية للأغنية، واضعًا برينس وسط مجموعة من مستمعيه. ضمَّ الفيديو أيضًا تطعيمات من لقطات أرشيفية مختلفة للافتات تعبر عن الاحتجاج على انتشار البطالة والأزمة الاقتصادية، ومشاهد مصورة لمشردين وأشخاص لا يحصلون على الطعام ويبيعون منازلهم. كما يحتوي الفيديو على مشاهد ساخرة لارتفاع في مؤشرات البورصة، صور مضخمة للدولار الأمريكي، وطاولات بوكر.

جاء هذا الفيديو الخاص بجولة "This is it" التي لم تتم بسبب وفاة مايكل جاكسون بعد رحلة مع المرض، ليكون مليئًا باللقطات المأخوذة له من وراء الكواليس للتحضير للجولة. فرادة الإخراج أتت في استعراض لحظات جاكسون، المعروف بكونه واحد من أفضل المؤدين على خشبة المسرح إن لم يكن أفضلهم، وهو يظهر في اللقطات التحضيرية في غاية الحماس رغم الوهن بسبب المرض الشديد. كما تظهر بعض اللحظات الودية مع الفريق المساعد له، ولحظات له وهو يتأمل في صمت وسكون المسرح. رغم اقتصار الفيديو على أجواء الكواليس ولكنه استطاع التعبير عن مايكل في تلك المرحلة الأخيرة من حياته.

من الفيلم الذي يحمل نفس الإسم، والذي قام ببطولته دينزيل واشنطن وراي آلان، أخرج سبايك لي كليب لتراك بابليك إينيمي، يجمع فيه بين معاناة المراهقين والشباب من الطبقات الفقيرة في المجتمع الإفريقي-الأمريكي من العنف والتهميش، ومحاولاتهم للارتقاء عن طريق التعليم مع تحقيق أحلامهم بالتقدم في مجال كرة السلة. ولا يهمل الجانب الجمالي بوضع أفراد الفرقة الموسيقية  بملعب كرة السلة المحاط بديكورات شبيهة بحوائط الضواحي التي تتوسطها عدة الدي جي مع لقطات متوازية بالمونتاج من الفيلم. 

من الشوارع، يأتي كليب "Hip Hop Hooray"، والذي يقدم فيه سبايك لي بنفسه الفرقة الموسيقية في البداية من زاوية عالية. اعتمد الفيديو على إكسسوارات من العوادم والنفايات مثل علب الطلاء البلاستيكية الفارغة لتعادل الدرامز، والإطارات ليجلس عليها شباب الضاحية، بالإضافة إلى البورتريهات المركزة على الأفواه، والرقص الجماعي الحركي، والمشاهد التمثيلية الساحرة من العنف بمسدسات المياه والأسلحة المزيفة. 

من لقطات حقيقية تم تصويرها داخل مخيمات اللاجئين على حدود الولايات المتحدة الأمريكية، تركز لقطات البورتريهات المتتابعة على تنوع الأعراق والجنسيات، كم تليها مشاهد للأطفال وهم يلعبون بالأدوات البسيطة، والمجموعات ااعرقية وهي تحتفل بأعيادها الخاصة، بالإضافة إلى مشاهد من نشاطات المعيشة اليومية ومشاهد للأسوار وشرطة الحدود ومشاهد للكر والفر بينهم وبين المهاجرين.  مسلطًا الضوء على تلك المأساة الإنسانية التي لا تنتهي.