حتى لا تفوتك: إصدارات لموسيقيين يستحقون المتابعة

نتتبع في هذا الأسبوع في قائمة "حتى لا تفوتك" أبرز إصدارات الفنانين في المنطقة، حيث تهيمن أعمال مشهد الإندي بمختلف لهجاته وتأثيراته المتنوعة، بالإضافة إلى حضور لافت لإصدارات الهيب هوب التي تحمل تجارب جديدة، فضلًا عن عودة بعض الأسماء المغاربية بعد غياب قصير.

دائمًا ما تسعى السارة والنوباتونز إلى دفع حدود الموسيقى الإفريقية، مستلهمين من جذورهم الثقافية التي ترتكز على التراث النوبي وذائقتهم الموسيقية المرتبطة بالسودان. في أغنية "ديسكو ستار"، وهي الإصدار الأول من ألبومهم المنتظر "مواسم الطريق"، تعود السارة إلى هذه الجذور لتروي قصة جديدة بأسلوب مختلف وصوت يعكس جماليات التنوع الموسيقي. هذه المرة، تدمج بين الإيقاعات الإفريقية العميقة وأجواء موسيقى الديسكو، لتخلق تجربة جديدة قريبة من الأذن وتحاكي بصوتها مشاعر كثيفة ومتغيّرة. 

أطلق الثنائي يوما أغنيتهما "منك للعالم"، التي تأخذ المستمع في رحلة بطيئة وغنية بالتفاصيل، بأسلوبهما الكتابي المميز في التعبير عن التفاصيل الحلوة والرغبة في التحرر من العالم. اعتمدت الموسيقى على إيقاعات تقليدية بتوظيف مبتكر مع تأثيرات أثيرية، بينما غرق صوتاهما بأداء رقيق غني بالعرب الخفيفة. من الجدير بالذكر أن هذا الثنائي يعد من أبرز الأسماء في المشهد الإندي بالساحة التونسية عبر السنوات الماضية.

بدأت صونيا نور بإصدار أغاني ألبومها الجديد "داويني"، الذي يتناول ثيمات مرتبطة بالحب وقبول الذات، واستلهمت الإنترو من قصيدة "بيت الضيافة" لجلال الدين الرومي. يتنقل الألبوم بين لحظات من السكون والتأمل، وصولًا إلى انفجارات من الطاقة، معتمدة على إيقاعات تقليدية وعيّنات من الموسيقى الإلكترونية. هذا وتُعرف صونيا نور بمزجها للإندي سول مع تأثيرات البوب، واستخدامها للغات المختلفة في غنائها لتقدم صوتًا مختلفًا. 

صدر ألبوم "بنحيي البغبغان" في 2014، ودمج بين الأصوات التجريبية والإلكترونية مع تأثيرات المهرجانات والشعبي المصري، مما جعله واحدًا من أبرز الألبومات في المشهد الموسيقي بالمنطقة. وبمناسبة مرور عشر سنوات على صدوره، تم إطلاق ألبوم ريمكس تجميعي يتضمن سبع تراكات أعاد تنفيذها عدد من الأسماء البارزة في الساحة الموسيقية، مثل دينا عبد الواحد والكونتيسة والوايلي، ليقدم كل منهم لمسته الخاصة ورؤيته الفريدة للمشروع.

شهد عام 2024 غزارة إنتاجية لوزة منتصر، وبعد إطلاق ألبومه "لابس تاج" واصل تقديم مجموعة من الإصدارات المنفردة، كان آخرها "من قلب الشارع". انتقل وزة إلى أسلوب مختلف في هذا التراك، ليقدم بارات تبجحية مع تدفق جذاب، كما كشف عن نضج وتطور في أسلوبه الإنتاجي حيث وظف إيقاع غير تقليدي مع عينة من السنثات المضغوطة والقوية. 

رغم قلة إنتاجاته في السنتين الأخيرتين، حافظ عصام على صوته الفريد الذي ابتكره في الساحة المغربية وقدرته على تقديم شخصية مرتبطة بالثقافة المغربية وتفاصيلها. عاد إلى هذا الصوت في تراك "Pollen" بالاشتراك مع جولز، واحد من الأسماء البارزة في مشهد الراب هاوس الفرنسي، ليقدما مزيجًا من أصواتهما على بيت تقليلي وكلمات مليئة جريئة مع تدفق مرن.