تغطية حفل بيروت أند بيوند: مساحة لصوت الموسيقى البديلة

قدم مهرجان بيروت أند بيوند عرضًا خاصًا لإطلاق ألبومه التجميعي بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه بحضور فنانين محليين ومقيمين في بيروت
مهرجان بيروت أند بيوند (غبريال فرنيني)
مهرجان بيروت أند بيوند (غبريال فرنيني)
Change Font Size 20

حلّت هذا العام الذكرى العاشرة لانطلاق بيروت أند بيوند، وقد أطلق المهرجان ألبوم تجميعي بهذه المناسبة، تعاون فيه مع الفنان بشار-مارخليفة وشركته بلكون. صدر هذا الألبوم عن النسخة الثانية من برنامج دعم الموسيقيين بنوفمبر/ تشرين الثاني 2020 بالتعاون مع الموسيقي خيّام اللامي في إجابة على الوضع في لبنان. هذا وحضرت بيلبورد عربية الحفل الخاص لإطلاق الألبوم يوم 28 نيسان/أبريل 2024 الذي اُقيم في KED منطقة الكرنتينا في مدينة بيروت.

قدم الألبوم التجميعي عشر إصدارات منوّعة مع عشر فرق وفنانين مختلفين، استهل الحفل بالفرقة الأولى ABE التي قدمت الأغنية التي شاركت بها في العمل وأغاني ثانية لها، وهي المشروع المنفرد للموسيقي وكاتب الأغاني ابراهام يونان. كما حرص المنظمين على تحضير مسرحين متقاربين في القاعة الواسعة نسبيًا، حتى يتسنى للفرقة التالية تحضير نفسها، وقد خلق هذا جوّا حميميًا بين الجمهور والمؤدين.

اعتلت المسرح الثاني يال سولان لتقدم أغنيتها "لحالي"، كان أدائها الصوتي لافتًا ونابضًا واستطاع أن يأسر الحاضرين، بالإضافة إلى الموسيقى المرافقة مع آلات جمعت بين التأثيرات الشرقية والغربية مثل القانون والكمنجة والديدجيريدو. تبعها على المسرح الأول جو بَرْتزل وقدم الأغنية المشاركة في الألبوم "Carry on"، والتي مزج فيها تأثيرات البوب والروك بسلاسة.

قدم العرض الرابع للسهرة فرقة تلت، وهي فرقة جديدة مؤلفة من فرح قدور وسماح أبو المني وعلي حوت، عبارة عن مجموعة موسيقيين معروفين في المشهد الموسيقي البديل في بيروت بسبب إسهاماتهم وتعاونهم مع فرق ثانية لتقديم مشاريع موسيقية تقليدية وحديثة. كشفت أغنيتهم "سابع أرض" عن هذا الانسجام وعن خبرتهم بالسرد عبر الأصوات والألحان.

مع نهاية العرض الرابع كانت المساحة قد امتلأت تمامًا بالجمهور، وظهرت سلوى جردات على المسرح بثوب مشغول بالتطريز الفلسطيني، والتفت الجمهور ناحية المسرح الثاني بانتظار وصلتها. قدمت الأغنية المشاركة "موجي" والتي حملت استعادات من التراث الفلسطيني في الكلمات والألحان، واتبعتها بترويدة "شمالي" مع صوت المزمار، وهي واحدة من الأغاني الفلسطينية المشفرّة استخدمت في فترة الثلاثينيات لتوصيل رسائل الثوار.

بعد الوصلة الخامسة، طلب المنظمين من الحضور أخذ استراحة قصيرة، قبل أن يبدأ العرض السادس من الجزء الثاني من الألبوم مع أمل كعوش، وهي فنانة مهتمة بالتراث الغنائي في فلسطين وبلاد الشام. قدمت بعد الاستراحة أغنيتها "مليون يا ريت" والتي اعتمدت فيها على جمل لحنية نوستالجيا، رافقت أسلوبها الكتابي بسرد القصص. قدم بعدها سليب سبنْتّ وصلته الخاصة مع تراك "ريبريز" بصوت السنثتايزر من إنتاج بشار-مار خليفة.

تابعت السهرة باستعراض أسماء جديدة في مشهد الموسيقى البديلة بلبنان، مع مجموعة من المشاريع مثل سانداونر مع تراك "تونيل فيجين"، بالإضافة إلى الرابر وايفسيف من مشهد الهيب هوب بتراك "إذاعة" من انتاج الناسك. أمّا العرض الأخير كان مع فرقة أوفيد والمؤلفة من الثلاثي أنطونيو حجّ وجورج فلوتي وأيمن زبداوي، والتي تدمج بين البوست بانك والموسيقى الشرقية. قدموا أغنيتهم المشاركة "دايفنغ" والتي مزجت تأثيرات شرقية مع صوت الدرامز.

لطالما شكل مهرجان بيروت أند بيوند بمختلف فعاليّاته عصب المشهد الموسيقي المستقل والبديل في لبنان والمنطقة، وبالإضافة إلى نسخة المهرجان السنوية التي تُقام عادةً نهاية كل عام، قدم المهرجان على مرّ السنين برامج لدعم الموسيقيين في المنطقة، كما شكل مساحة صوتية ملهمة لمختلف المشاهد والجنرات.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع