في مبادرة هي الأولى من نوعها في العالم بأسره، تساءلت بيلبورد عربية قبل مدة، كيف يمكن لنا أن نسمع صوت الأرض؟ وسخّرت في سبيل هذه الإجابة فريقًا من الطبوغرافيين والأخصائيين والموسيقيين الشغوفين. جاءت الإجابة بعد استخراج أبعاد التضاريس من خرائط لمواقع مختلفة من أرجاء العالم العربي وإسقاطها على أسطوانات فينيل لتأتي بشكلها النهائي كسامبل صوتية فريدة من نوعها. تضمنت النسخة الأولى من هذه التجربة مسحًا لبقع جغرافيا متنوعة حتى حصلنا على سامبل كل من العلا في المملكة العربية السعودية والأقصر في مصر والطفيلة في الأردن ووادي قاديشا في لبنان وتنغير في المغرب. أتيحت سامبلز "صوت الأرض" للمنتجين في كل أنحاء العالم ليتمكنوا من إنشاء إنتاجهم الموسيقي الخاص من هذه العينات، وقد ساهم بالفعل مجموعة من المنتجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتقديم تفسيرات مُلهمة ليتمكن منتجون آخرون من الإسهام بعيناتهم.
من بين المنتجين الموسيقيين السباقين في المشاركة في هذه التجربة كان المنتج سليمان دميان. وفيما اختار كلٌّ من المنتجين المشاركين تقديم تراك مستندًا إلى سامبل من منطقة معينة، تفردت تجربة سليمان في إصراره على التجريب بجميع السامبلز، حيث بنى تراك جديد لكل واحدة منها. في لقائنا معه حول نتاجه الذي صنعه، اختار الحديث عن التراك الذي اعتمد فيه على سامبل العلا تحديدًا، محللًا عملية الإنتاج الموسيقي التي خاضها خطوة بخطوة. ذكر بداية أن السامبل الذي اختاره لفت انتباهه لكونه إيقاعي وطَرقي بشكل خاص، بدا قابلًا للبناء عليه، فجعله العنصر الإيقاعي الاساسي للتراك. ابتدأ سليمان بمعالجة السامبل من خلال تسريعه وإضافة بعض التشويش، ثم إضافة مؤثرات مثل السيكونس وإدخال صوت الدرامز، وجاءت اللمسة الأخيرة مع بضعة نوتات على البيانو.
يعتبر سليمان دميان من أبرز وانشط المنتجين الموسيقيين ومهندسي الميكسينغ والماسترينغ في مشهد الليفانتين بوب في السنوات الماضية، وقد شهدنا تعاوناته مع نجوم مثل عبير نعمة وراغب علامة وهيفاء وهبي وبلقيس فتحي وغيرهم، ويحرص دومًا على الخوض والتجريب في مساحات جديدة. وكانت العديد من الأغاني التي حملته توقيعه في الإنتاج قد وصلت إلى قوائم بيلبورد عربية عبر الأسابيع مثل "بصراحة" و"بلا ما نحس" لعبير نعملة و"بالأحلام" لناصيف زيتون.