بدأ الرابر المولود في مدينة جنين والناشئ بضواحي أوتاوا مسيرته الموسيقية في الواحد والعشرين، حينما قرر إصدار أول ميكستايب له بعنوان Death before dishonor : Vol 1. أعلن حينها عن صوت جديد يعبر عن ثقافة المهاجرين المكافحين في مجال موسيقى الراب، وطوال مسيرة ممتدة منذ العام 2005، أصدر أحمد بلشي؛ المعروف بيللي العديد من الألبومات والميكستايبات كان أبرزها "The Revolution" عام 2007، و"Mumble rap" عام 2017، و"Immigrant" عام 2018، "See you next wednesday" عام 2021، و "Mumble rap 2" عام 2023. مؤخرًا أعلن بيلي أنه سيصدر هذا الشهر مايو/ أيار أحدث ألبوماته “96Miles From Bethlehem” والذي سيضم تعاونات مع فنانين وأصوات ناشئة من المشهد الموسيقي الفلسطيني مثل سانت ليفانت وإم سي عبدول وغيرها من تعاونات، يضمها إلى أرشيفه الكبير من التعاونات على عدة مستويات.
تعاون بيلي عبر مسيرته العديد من الفنانين سواء بالمشاركة في كتابة الأغاني أو الإنتاج الموسيقي أو الأداء، فقد شارك في كتابة أغاني لـ ذا ويكند وبيونسيه، وقد كانت تلك أحد الأسباب المحورية التي ساهمت في توقيعه مع تسجيلات روك نيشن، أحد أهم الشركات الموجودة في ساحة الهيب هوب عالميًا. فيما ضمت تعاونات أخرى في مسيرته مشاركة نجوم عالميين له في الأداء ضمن تراكاته الخاصة، التي نستعرض فيما يلي عشرةً منها.
تحرك بيلي في تعاوناته بين العديد من الجُنرات، مع سيطرة التراب كجُنرا رئيسية في العديد من أعماله، فنجد في تعاونه مع ذا ويكند في أغنية "Might not"، أنه يمزج بين التراب والآر أند بي، معطياً مساحة للإلكترو في الفصلات والإنترو. قدَّم بيلي أداءه الخاص ضمن نفس الجُنرا هذه في التراك الذي تعاون فيه مع فيوتشر في "Frozen water"، و"Two Tone" مع ليل أوزي فيرت وفي "Trap phone"، كما مزجه في تعاونه مع ذا ويكند ويانج ثج مع اللحن السيمفونيك في الخلفية في "Better believe".
وفي "Requiem" مع ناف، نجده يمزج الجروف مع السول، أو الجروف الخالص في "No beef" بعكس استعماله للبوب راب المتخم بالدرامز في "You" برفقة كيلاني، مضيفاً تقنيات الecho والتسريع المتقطع، وضغط الفراغ، أو السول راب الخالص مع تراڤيس سكوت في "White girls". كما يوجد لديه العديد من إصدارات المامبل راب مثل "De la hoya" بالمشاركة مع جوتشي ماين.
تركّز مواضيع أغاني بيلي بشكل أساسي على الكفاح وحياة الرابرز للصعود في مجالهم، والفقر في الشباب، وكيفية الحفاظ على النجاح حينما تخرج من الضواحي الفقيرة. يتمتع إسلوب لغوي غني بالمرادفات المختلفة، حيث يعتمد على الرمزية والتجسيم، فنجده يستند من ثقافات مختلفة كثقافة البحارة، أو يمثل أفكاره مستعملاً مصطلحات رومانسية عن الألم الذي يجعلنا أقوياء ويقربنا، أو تشبيهاته وتعابيره المميزة المتعلقة بالعلاقات. يحرص أيضاً على وجود قافية أو أكثر في معظم أعماله، مع تطعيمها بالوورد بلاي المختلف. وتمامًا كما في أسلوب كتابة كلماته، فإن كليباته أيضاً تعتمد على عناصر محدودة تعبيرية، ووجود لدرجات حادة من الألوان المستعملة، وتمثيلات مادية للبرودة أو الإشتعال، والمؤثرات البصرية وتقنيات الفوتو مونتاج، فمن النادر أن تجد حبكة بصرية في أعماله، بل أكثريتها رموز مجردة.
يجمع التعاون المشترك الذي قدّمه بيلي مع ذا ويكند وناز منذ عامين بعنوان "Die for it" كل المعالم المشتركة لمشروعه منذ بدايته. بدايةً بالفيديو كليب من إخراج جيمس لاريس، الذي يمتلئ بالمباني الملطخة باللون الأحمر، وبعضها مشتعل، والساعات المحطمة، والأبراج المظلمة، مع حضور ظلال الغربان والبجع التي تمثل الشقاء والثراء. تشارك ناز وبيلي خلال الأغنية الحديث عن مآسي شوارع الضواحي الفقيرة، وفي نفس المساحة تحدّث ناز عن فترة تألقه فى نهاية التسعينيات وبداية الألفينات، وكيف كان الرابرز يخرجون غضبهم بالألبومات بدلاً من الغضب بالشارع، وما اعتراه ذلك الوقت من إحساس بإختلاط مشاعر الحب والكره في الكثير والمواقف والأحيان.
عبر مسيرة غزيرة الإنتاجات وفريدة من نوعها لا زالت مستمرة حتى الآن، رسخ بيلي نفسه كاسم مهم في معادلة الهيب هوب، من خلال تعاونات تنوعت بين رموز الأولد سكول وفنانين بتجارب أحدث نسبيًا، مبرهنًا مرونته الكبيرة وقدراته على التطور بشكل مستمر.
تابعوا مقابلة بيلبورد عربية الكاملة مع بيلي، والحديث عن مجمل نشاط مسيرته، هنا.
