حلَّ النجم ماجد المهندس ضيفًا على محاوره عمرو أديب في الحلقة الثامنة من بودكاست Big Time على منصة شاهد. تنقّل الحديث بين بداياته الصعبة في العراق، مرورًا بتفاصيل حياته الشخصية وآرائه بالحب والاستقرار وعلاقته بابنه، وانتهاءً بالحديث عن النجاحات المهنية وارتباطها بالمكاسب المادية.
جاء هذا اللقاء ليكون أول محاورة مع النجم منذ حوالي عشرة أعوام، ولا يبدو قرار النجم في أن يكون مقلًّا في ظهوره ولقاءاته الإعلامية أمرًا غريبًا مع هدوء شخصيته والخجل والتواضع الذي ينكشف منذ اللحظات الأولى من اللقاء. مع ذلك، امتد الحديث لأكثر من ساعة، وتفرع إلى العديد من المحاور. في النصف الأول من اللقاء ركّزَ الحديث عن بدايات ماجد المهندس ودخوله عالم الفن والموسيقى، والذي جاء مفاجئًا مع اعتراف ماجد المهندس بسنوات من التنمر والاستهزاء التي تعرض لها في محاولته تقديم صوته للوسط المحيط به. وردًا على سؤال عمرو أديب له "مين قالك إنتا تنفع" رد بسرعة وحزم مجيبًا: "ولا واحد"، كما اعترف أنه لطالما اعتزم الاستسلام والابتعاد. وذكر واحدة من حوادث الرفض التي اختبرها من قبل ملحنين بارزين في لجنة الإذاعة والتلفزيون في تلك الحقبة، من بينهم الملحن العراقي الراحل طالب كرغولي والراحل محسن فرحان والعازف القدير حسن الشكرجي وغيرهم الذي أخبروه أنه لا يجيد الغناء. عاد حينها إلى بيته مصدومًا فكسر العود الذي كان يتعلم العزف عليه وقرر الالتزام بالعمل في الخياطة مع والده إلى جانب استكمال دراسته في مجال هندسة الميكانيكا في الجامعة. إلا أن شيئًا في شخصيته ونفسه كان يعيده في كل حين لأن يعيد الكرة والمحاولة بلا استسلام، وقرر أن يأخذ كل التعليقات التي تعرض لها ويعيد توجيهها إلى محاولاته لأن يتطور ويحسّن من نفسه.
هذا الدافع الكبير والاقتناع العميق بهويته كفنان استمر معه حتى بعد تحقيقه للنجاح الكبير على امتداد العالم العربي. "فني أولًا" علّق ماجد المهندس محاولًا أن يختصر بهذه الكلمات نقاشًا مطولًا عن مدى صعوبة حياته العاطفية، وصعوبات أن يرتبط ويستقر مع شكل الحياة التي يعيشها كفنان، والتزامه بساعات عمل طويلة في الاستديو أو جداول حفلات وسفر كثيفة. لم تكن هذه الضريبة الوحيدة التي دفعها ماجد المهندس مقابل نجاحه الفني الكبير، إذ تحدّث أيضًا عن ابنه الذي يعيش في فرنسا بعيدًا عنه، رغم عمق العلاقة والرابطة بينهما وتعامله معه كصديق مقرّب رغم المسافات. كشف كذلك عن المزيد من التفاصيل الشخصية التي اختبرها وأثرت به بعمق، مثل زيارته لبلده العراق بعد 29 عامًا من الغياب، وبكائه المتواصل دون انقطاع طوال مدة هذه الزيارة، خاصةً وقد كان والده قد توفي خلال فترة غيابه الطويلة ولم يتمكن من وداعه.
رغم ذلك، تحدث أمير الغناء العربي عن مجمل رحلته منذ بدايتها وحتى اليوم بفخر كبير، وحكى بالتفصيل عن بدايته الصعبة وتنقله بين العراق والأردن ومصر، وما أضافته إليه كل مدينة من خبرة وثقافة موسيقية، خاصة مصر حيث تعرف على أغنيات وكاسيتات نجم الأغنية الشعبية حينذاك أحمد عدوية وحفظ أغنياته. أما بعد استقراره الأخير في المملكة العربية السعودية، فشارك فخره بما يشهده من انفتاح ونهضة على جميع الأصعدة، في بلده الثاني الذي يحمل جنسيته.