افتتحت بيسان إسماعيل سنة عامها الجديدة بإصدار أغنية "الحربين"، التي كتبت كلماتها ولحنتها بنفسها، وهي من توزيع فؤاد جنيد. يأتي ذلك بعد عام حافل بالنجاحات الموسيقية لـ بيسان، التي كانت قد نالت شهرتها للمرة الأولى قبل سنوات طويلة من خلال فيديوهات اليوميات والمقالب على يوتيوب. أما في عام 2024، فتمكنت بيسان من الوصول إلى قوائم بيلبورد عربية بأغنيتي "العشر كفوف" و"يا خلي"، وتبدو أنها في الطريق لتحقيق الإنجاز ذاته مع أغنيتها الجديدة "الحربين"، التي تحولت إلى تريند بمجرد إصدارها.
تعاون أول بين بيسان وفؤاد جنيد
أثارت "الحربين" جدلًا بسبب تشابهها مع بعض أغاني الشامي في اللحن والتوزيع، لكن التشابه فعليًا لا يتعدى التشابه بالجنرا الموسيقية؛ حيث تنتمي أغنية "الحربين" إلى الموجة الجديدة في البوب ليفانتين، التي تقع بمكان وسطي ما بين أغاني البوب ليفانتين في أول عقدين من الألفية وما بين الأغاني الشعبية الشامية. كما أن تعاونها مع الموزع الموسيقي فؤاد جنيد، الذي برز اسمه بعد تعاونه مع الشامي بهيتات مثل "يا ليل ويالعين" و"صبرا" و"وين"، قد يكون له الدور الأبرز بترك انطباع بأن هناك تشابه ما بين أغنية بيسان الجديدة وأغاني الشامي.
حالة بيسان العاطفية المعقدة
لعل العنصر الأقوى من بين مكونات الأغنية هو كلماتها، التي تنجح فيها بيسان برسم حالة عاطفية مركبة بلغة لا تخلو من الشعرية؛ لتبدأ بلوم الذات على المغالاة بالاهتمام بالآخر على حساب الذات ومع إغفال الحذر: "يا ريت درت بالي منك/ مثل ما درت بالي عليك". وتتصاعد نبرة الأغنية تدريجيًا من الندم إلى الألم حتى تغلب عليها مشاعر التحدي والغضب: "عادي عادي لو حربي اثنين/ بربح أنا الحربين".
الأغنية أشبه برحلة تعافي من الفقد، حيث يختلط الحزن بالعزيمة على الاستمرار، لتسيطر مشاعر الغضب تدريجيًا لتقود إلى المواجهة، مع صوت يوحي بأن بيسان تملك الإرادة الصلبة والثقة بقدرتها على ربح الحروب. ومع أغنية "الحربين" تؤكد بيسان، التي بدأت مسيرتها في عالم السوشيال ميديا عام 2016، أنها ليست مجرد صانعة محتوى، بل فنانة متعددة المواهب قادرة على المنافسة في مضمار الموسيقى؛ لنشهد بالأغنية الجديدة تطورها على العديد من المستويات، بكتابة الكلمات والتلحين والأداء أيضًا.
العنصر البصري في جديد بيسان
وقد صورت بيسان فيديو كليب للأغنية، من إخراج هيفاء الفقيه. ورغم أن الفيديو يبدو متطور بصريًا وبسياقه الدرامي عن تجارب بيسان السابقة، ولكن يبدو هناك هوة ما بين الأغنية والكليب؛ فالروابط بين الأغنية والعناصر البصرية هشة. يمكن القول بأن الكليب يعرض الفصل الأخير من الحكاية العاطفية التي ترسمها الأغنية، ليُصور تأثيرها على حياة بيسان اليومية، أثناء تواجدها في البيت أو في العمل كنادلة في مقهى صغير، قبل أن ينتهي الفيديو كليب نهاية صادمة، باتصال بيسان بالشرطة لتُسلّمهم حبيبها.