اكتشف أيوب عنباوي موهبته خلال فترة مراهقته بعمر السادسة عشر، أحب أغاني ألتراس فريق الوداد فكان يعيد كتابة أغانيهم وغنائها كنوع من الهواية، كما تأثر بالشاب بلال وهو واحد من الأسماء البارزة في ساحة الراي واستمع إليه كثيرًا. نسي هذه الموهبة لفترة قصيرة وعاد ليكتب أولى أغانيه "30" عام 2016 ولكنه لم يسجلها حتى عام 2018.
بدأ بالكتابة بتلقائية ومع الوقت تطور أسلوبه بالكتابة، لكنه حافظ على هذه التلقائية التي فتحت له بابًا للتواصل مع جمهوره والاقتراب أكثر من أبناء جيله. لم يكن يعرف شيئًا عن الموسيقى، وعند دخوله بدأ بالتعلم إذ أراد أن يقدم أسلوبه الخاص والمختلف.
في الوقت الذي كان الهيب هوب يغزو الاستديوهات المحلية والمشهد المغربي، انطلق أيوب من تأثيراته الخاصة ليغني خارج السرب وهذا ما ميّز مسيرته، نعود في هذا المقال إلى أبرز محطات والأغاني التي قدمها أيوب عنباوي خلال بناء صوته الخاص في المشهد المغاربي.
30
اشتهر أيوب في فيديو تم تصويره وهو في الطريق لمشاهدة لعبة كرة قدم لنادي الوداد في الرباط، وعندما عاد إلى منزل انهالت عليه الرسائل بسبب انتشار الفيديو، وطالبه المعجبون بصوته وأدائه بتسجيلها. نسمع في هذا الإصدار تأثيرات الموسيقى القادمة من الألتراس، حتى صوت أيوب المتأثر بأداء الجماهير. هكذا وضع بصمته الخاصة، وصوّر مشاهد الكليب في منزله كما سجل الأغنية في استديو بالحيّ المحمدي في مدينته كازابلانكا.
DALEM
أصدر أيوب هذه الأغنية عام 2019، والتي كشفت عن تطور أسلوبه بالتلحين مع الإبقاء على روح التأثر بالألتراس. حملت هذه الأغنية معاني سياسية واجتماعية عن حياة الشباب في المغرب ومحاولات الهجرة المستمرة بسبب الأوضاع الصعبة. تعاون مع swiidbeat على إنتاج بيت استعان فيه بضربات الطبول من مدرجات الألتراس.
يا خو
مع سنوات 2020 و2021، استمر أيوب بتقديم إصدارات مميّزة صقلت صوته مثل "آه يا دنيا" و"بابور لوح" والذي تابع فيها سرديات الهجرة وحياة الشباب استنادًا على تجاربه خاصة، حتى أطلق عام 2022 أغنية "يا خو" والتي يمكننا القول إنها محطة مهمة في مسيرته، وأنه انتقل إلى مستوى أعلى على صعيد الإنتاج. تعاون مع فيصل ومليكة في إخراج الكليب والذي ظهر فيه عازفو القراقرب والسنتير من موسيقى الكناوة، والتي طالت تأثيراتها البيت من إنتاج ديفنشي ميوزك.
أبالا يابالي
تعتبر هذه الأغنية محطة مفصلية في مسيرة أيوب العنباوي، وقد تخطت حاجز الـ 90 مليون مشاهدة على يوتيوب. استمر فيها تعاونه مع ديفنشي ميوزك والذي تابع التجريب بصوت البوب المغاربي، عبر إيقاع مستلهم من الموسيقى الشعبية. حملت الكلمات ثيمة الحلم بالنجاح عبر الغناء والسفر، وقد برزت موهبته اللحنية التي في تطور مستمر. كما أعاد تقديم هذه الأغنية في ريمكس جديد بالتعاون مع إل غراندي طوطو، حيث اندمجت أصواتهما في الحديث عن حياة الشباب وأحلامهم.
بركة
كانت أغنية "بركة" شاهدًا على مدى تطور صوت عنباوي في السنوات الماضية، ليس فقط تطوره بل تمكنه فعليًا من خلق مساحة خاصة به في المشهد المغربي، وهذا كان هدفه من بداية مسيرته. رافقه دفينشي ميوزك على الإيقاع وقد صارا من الثنائيات الأشهر في المشهد. تنقلت الأغنية بين أكثر من ثيمة من غدر الأصحاب إلى خيانة الحبيبة وتوصيات الوالدة التي كان لها حضور بارز في كلمات أيوب.
تمكن أيوب عنباوي من تكوين صوت خاص به في الساحة المغربية، اعتمد على تأثيراته الخاصة وابتعد عن الأساليب السائدة، مما جعله يبرز بشكل فريد. أظهر قدرة مستمرة على التجديد والابتكار في موسيقاه، عبر تعاونه مع منتجين وموسيقيين موهوبين، إضافة إلى اهتمامه بقضايا الشباب وهمومهم، ما ساهم في جعله واحداً من الأصوات البارزة التي تعبّر بصدق عن واقع جيله.