قدّم مرتضى فتيتي مؤخرًا أغنية "يا سيدي انسى" التي جمعته بالنجم ناصيف زيتون، ليسجّلا سويًا هيت حقق نجاحًا كبيرًا في الأسابيع الأولى لصدوره. قدّم هذا التعاون مرتضى لشريحة أوسع من الجمهور بعد سنوات من نشاطه وبصمته في المشهد الموسيقي التونسي، وتقديمه العديد من الأغاني والتعاونات التي حفظها الجمهور ورددها. إذ تمثلت الإضافة التي قدمتها "يا سيدي انسى" لمرتضى بأدائه للهجة جديدة للمرة الأولى، وقد خلطت مقاطع الأغنية بين اللهجتين اللبنانية والتونسية، الأمر الذي حقق بحسب مرتضى نجاحًا إضافيًا للأغنية، حيث ذكر: "اللبنانيين يقولوا هذي أغنية تونسية والتونسيين يقولوا هذه أغنية لبنانية".
بمجرد صدورها، ظهرت "يا سيدي انسى" على قوائم بيلبورد عربية، حيث دخلت بقوة إلى قائمة هوت 100 هذا الأسبوع في المرتبة 13 مباشرةً، ومعها دخل مرتضى فتيتي إلى قائمة 100 فنان للمرة الأولى ليحلّ في المرتبة 66. بالتزامن مع هذه الإنجازات، نستعرض أبرز محطات مسيرة مرتضى فتيتي التي انطلقت للمرة الأولى قبل 8 سنوات.
"ما سمعو كلامو"
أعلنت أولى الإصدارات الرسمية لمرتضى فتيتي "ما سمعو كلامو" في العام 2016 عن موهبة جديدة في المشهد الموسيقي التونسي، ولا تنحصر هويته الفنية في الأداء فحسب، حيث انطلقت مسيرته بأغنية من كتابته وألحانه، ورافقها عزفه المتمرّس على الجيتار. يذكرنا هذا الإصدار بأغاني من المشهد الموسيقي المستقل الذي تألق في العقدين الماضيين، مثل أغاني صبري مصباح وفريق يوما، فيما جاءت أغنية "ما سمعو كلامو" مثقلة بشجن خاص بخامة صوت مرتضى.
"L’amour"
العاطفية الكبيرة في الألحان والكلمات التي يضعها مرتضى فتيتي، والشجن الكبير في خامة صوته، ساهما في خدمة تقديمه لجنيريكات أعمال درامية، مثل جنيريك مسلسل "حياة خاصة" الذي عُرض للمرة الأولى في العام 2018 من إخراج قيس ناجي. أدّى مرتضى أغنية المسلسل، التي كتبها ولحنها بنفسه، بإحساس عالٍ أضاف بصمة تكاملت مع عناصر العمل التلفزيوني، وطُبعت في ذاكرة الجمهور التونسي في ذلك العام.
"شدّة وتزول" مع سنفارا
في إصدارات لاحقة عبر السنوات، بدت تجارب مرتضى أقرب إلى البوب منها إلى موسيقى الإندي، كما حرص على تقديم أغاني تتقارب مع تجربة جيله، وقد كان المشهد التونسي أميل خلال العقد الماضي إلى إنتاجات الهيب هوب التي شغلت حيزًا أكبر من الإنتاجات الموسيقية. شهدنا في العام 2021 تعاونات مميزة لمرتضى مع رابرز، برز منها التراك الذي قدّمه مع سنفارا بعنوان "شدّة وتزول" الذي حمل عبر إيقاعاته انسجامًا كبيرًا بين الفنانين. ففيما يلي أداءه الغنائي للازمة، اقترب مرتضى أكثر من الراب بما يتناسب مع روح التعاون. انهمرت البارات لتتحدث عن التعاطي بتسليم كبير مع كافة مصاعب الحياة باعتبارها أمرًا مؤقتًا سيزول ولا بدَّ، فيما تنقّلت بهم المشاهد من اللقطات الداخلية لغرف مظلمة إلى الأسطح المشمسة لأبنية الحي.
"يا ليل"
تتابعت إصدارات مرتضى عبر السنوات لتحمل توقيعه في الكلمات والألحان، مستندةً إلى كوردات جيتاره لتضبط الإيقاع. في "يا ليل" الصادر العام الماضي، أضاف بيت إلكتروني إلى اللحن ما تركَ بصمةً إيقاعية عصرية على التراك العاطفي الحزين، الذي تناولت كلماته مرحلة الانفصال والضياع الذي يليها، وهي الثيمة التي سيطرت على إصدارات مرتضى في تلك الفترة: "أنا اللي حبك مرتين في اليوم/ أنا اللي ردك آش حبيت تكون/ انا اللي عشقك في عز النوم/ مشيت وخليت ليلي بلاش نجوم".
"بابا"
قدّم مرتضى أغنية "بابا" في صيف العام الماضي 2023، ووجّهها كرسالة مؤثرة إلى والده لتأتي محمّلة بالتعابير العاطفية ومفردات الامتنان: "يا بابا ويابا ويا بابا/ نبوس خطاويه على ترابا/ ويقدرني ربي نرجعلو/ ذرة جميل من تعابا". شيء ما في أسلوب كتابة الأغنية ووزنها وقوافيها بدا قريبًا إلى الأغاني الجبلية والتراثية في بلاد الشام. وسواء كان ذلك صدفةً أم لا، إلا أن أغنية "بابا" كانت السبب الأساسي خلف التعاون الذي جمع مرتضى وناصيف زيتون في "يا سيدي انسى"، حيث ذكر مرتضى في لقاء له مؤخرًا أن ناصيف سمع أغنية "بابا"، ولقربه الشديد من والده تأثر بالأغنية وأعجبته، فبدأ يبحث عن الفنان الشاب الذي أبدعها.