يوضح الجدل الدائر في مصر حول الحلقة الأخيرة من مسلسل "لام شمسية" كيف أن اختيارًا سيئًا لقطعة موسيقية واحدة قد يطغى على نجاح حتى أقوى الأعمال الدرامية.
فبدلاً من الانشغال بالحديث حول النجاح الكبير للمسلسل في تناول قضية بالغة الحساسية وهي التحرش بالأطفال، انشغل الجمهور بانتقاد اختيار أغنية "اسلمي يا مصر" الوطنية لمشهد الختام.
أثار المشهد جدلاً واسعًا بين المشاهدين والنقاد على حد سواء. هل كان هذا حقًا الخاتمة الملائمة لمسلسل بهذه القوة؟ الأغلبية يجيبون بالنفي. شعر كثيرون أن إدراج الأغنية لم يكن فقط غير متناسق مع سياق العمل، بل حتى مُشتتًا لتأثيره. وتكهن البعض الآخر بأن القرار ربما جاء بضغوط خارجية لحقن رسالة وطنية بدلاً من أن يكون نابعًا من رؤية فنية
هذه التكهنات دفعت عبدالرحيم كمال، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، لنفي تدخل الرقابة في اختيار الأغنية. وقال كمال في منشور على فيسبوك: "النهاية وضعها صناع العمل ولا علاقة بالرقابة بذلك الأمر من قريب أو بعيد، لذا يجب تحري الدقة."

من المهم الإشارة هنا إلى أن الاختيارات الموسيقية السابقة في المسلسل كانت أكثر من مناسبة، خاصة أغنية مرسيل خليفة "عصفور طل من الشباك" بصوت مغنية الإندي نوران أبوطالب.
وفقًا لمنشور على فيسبوك لعبدالرحيم كمال، صرّح رئيس الرقابة على المصنفات الفنية:"سرت شائعة بخصوص نهاية مسلسل لام شمسية ان الرقابة فرضت اغنية( اسلمي يا مصر )
وهو امر عاري تماما من الصحة والنهاية وضعها صناع العمل ولا علاقة بالرقابة بذلك الأمر من قريب او بعيد …
لذا يجب تحري الدقة ….تحياتي"
كان الخيار الأنسب لأغنية النهاية، وفقًا لبعض المشاهدين، استخدام أغنية “عصفور طل من الشباك” أو هو العودة إلى الأغنية التعليمية التي كان المدرس المتحرش "وسام" يلقنها للطفل "يوسف" عن الفرق بين اللام الشمسية واللام القمرية. تكرار تلك الأغنية في اللحظات الأخيرة كان يمكن أن يكون تذكيرًا مُروعًا برسالة العمل الأساسية — كيف يسيء المعتدون استغلال سلطتهم، وكيف يمكن تحويل الدروس المُعدة للإرشاد إلى فخ، وكيف تظل بعض القصص غير مُروية، مخفية مثل اللام الشمسية نفسها
هذه ليست المرة الأولى التي يُختَم فيها مسلسل عربي بأغنية وطنية غير متناسقة. في الموسم الأخير من الدراما السورية الفصول الأربعة انضم الممثلون دون مبرر واضح إلى جوقة غنّت النشيد الوطني "حماة الديار". في كل مرة يُفرض فيها الطابع الوطني على نهاية مسلسل، يبدو الأمر مصطنعًا — كما لو كان محاولة لتخفيف وزن السرد الذي سبقه.
نحن لا نعرف السبب الحقيقي وراء اختيار الأغنية الوطنية في ختام لام شمسية، لكن المؤكد أنها غيرت وجهة النقاش: فبدلا أن يتركز الحديث حول قضية العمل الرئيسية، انشغل الجميع بالتكهن حول الحرية الفنية.