حتى لا تفوتك: إصدارات لموسيقيين يستحقون المتابعة

مع بداية عام جديد، شهد المشهد الموسيقي العربي زخمًا بإصدارات تعكس تنوع الجنرات والأساليب الفنية. من الدريل والتراب إلى الأفروبيتس والإيقاعات الشعبية، جاءت الأعمال مصحوبة بمشاهد بصرية مميزة، تتراوح بين ألوان الأبيض والأسود الذي يبرز واقعية الحياة، إلى الأجواء الحميمية المفعمة بالعاطفة. تابعوا أبرز الإصدارات الأولى لهذا العام التي تسلط الضوء على موسيقيين من مختلف البلدان، من فلسطين والمغرب إلى مصر وتونس وغيرهم. 

أطلق مارد التراك الثالث "صح صح" من ألبومه "D7K/L3B/7OB/RAP"، استخدم فيها بانشلاينات قوية ابتعد فيها عن التبجح ليقدم أسلوب كتابة وأداء أكثر راحة. مزج البيت من إنتاج إيسكو ومحمد سعيد بين تيمبو التراب والإيقاعات الشعبية المتمثلة بصوت الصاجات والطبلة الشرقية. أخرج الكليب إسلام إسماعيل، وظهر مارد بين كتب ألغاز المغامرون الثلاثة والأفلام المرتبطة بشخصيته.

منذ بداية مسيرته، كشف ي 7 ي عن موهبة كتابية نابعة من داخله، ترجمها ببارات محملة بأساليب متنوعة من الدريل إلى التراب وغيرها من الجنرات الفرعية، ليصبح من الأسماء الصاعدة والمميزة في المشهد المغربي. افتتح عامه بتراك "خطة"، الذي كشف عن طبقة صوتية جديدة، متعاونًا مع أرسين وحيجو في إنتاج إيقاع مليء بدقات الموسيقى الشعبية التي ناسبت أدائه.

استعان راف في تراك "نيتفليكس" بأسلوبه الكتابي الذي يتميز بتراكيب متشابكة وبارات ذات نهايات متقنة، مستعرضًا مهارة السجع والتلاعب بالكلمات لإيصال أفكاره. جاء التراك على إيقاع من إنتاج كارموس ميوزك، الذي برع في دمج إيقاع الـ 808 مع عينات كيبورد صايع. صُوِّر الكليب في مدينة مساكن بمحافظة سوسة في تونس من إخراج عبدو موفي، حيث ظهر راف في الشارع وسط أصدقائه عكس فيه أجواء المدينة وحياتها اليومية.

تقدم شذا في "هولي" أداءً مليئًا بالثقة، وتستخدم أسلوبًا قويًا يتسم بالتبجح واللعب بالكلمات، مما يعكس قدرة متميزة على استخدام البانشلاينيات. تنتقل بسلاسة من الإيقاع الإلكترونيك إلى الدريل الممطوط، ليبرز التراك كتحول لافت يعكس مرونتها في التنقل بين الأساليب. يضيف الإنتاج الذي تولاه جيثرو بيتس عمقًا لهذا التحول، ويخلق طابعًا موسيقيًا يناسب أجواء الكليب الذي أخرجه أيضًا، حيث تتنقل شذا في الفيديو بين مواقع مختلفة، وتؤدي باراتها بثقة تامة أمام الكاميرا.

يقدم الفرعي ورلى عازر في أغنية "ولادة" تعاونًا عاطفيًا ينبض بالدفء. يعزف إيقاع الجيتار خلفية حالمة للكلمات التي تعبر عن حب الأرض. يتناوب الثنائي على الغناء، ويخلق حوارًا متناغمًا يعكس عمق المشاعر. يظهران في الكليب الذي أخرجه ميشيل زنانيري وجهًا لوجه، ويجسدان الانسجام البصري مع النص الموسيقي. 

أصدر ضبور وفوزي تراك "تبّـا" ليختما به عام 2024 بأسلوب مؤثر يعكس الواقع الفلسطيني. استخدم الناظر في الإنتاج صوت سنث تشاؤمي خلق أجواء تتماشى مع كلمات الأغنية التي تناولت صعوبة الوضع والحياة اليومية القاسية. استمدت البارات قوتها من هذه الثيمة، بينما ظهر الكليب بالأبيض والأسود ليعزز الطابع الحزين والواقعي للعمل.

عاد رابتور هذا العام بتراك "تجارب" بأسلوب مختلف يعكس تطورًا موسيقيًا واضحًا. اعتمد على إيقاعات مستوحاة من الأفروبيتس، مع توظيف طبقة جديدة من صوته أظهرت نضجًا فنيًا. تولى موري عكاشة الإنتاج والمكساج والماستر، مما أضاف طابعًا احترافيًا للعمل. في الكليب الذي أخرجه مؤمن أمين، ظهرت المشاهد مليئة بالمؤثرات البصرية، حيث بدا رابتور كمغنٍ يؤدي على خشبة مسارح زاخرة بالألوان.