بعد عامين على آخر ألبوم له CTRL، عاد مروان بابلو بألبوم آخر قطعة فنية ليختتم العام ٢٠٢٣ الذي شهد ألبومات هيب هوب عربية متنوعة. تأتي لمسة التراب الخاصة به واضحة ومميزة على امتداد اثني عشر تراكًا، منها تعاون واحد مع الرابر علاء، وهو التعاون الأول لبابلو مع رابر من شمال أفريقيا من إنتاج بابلو وهادي معمر. كان بابلو قد أعلن عن الألبوم قبل صدوره بنشر صورة الغلاف الذي يظهره في غرفة بجدار أخضر متشقق، وهو يستلقي على مرتبة، ويرتدي بنطالًا ملطّخًا بالدهانات، وأمامه كمبيوتر شبيه بالكمبيوتر الذي غالبًا ما ظهر في فيديوهاته السابقة الصادرة في بداياته، مع ستارة بيضاء تحجب الشمس، وجاكيت معلَّق في فراغ الحائط.
أنتج بابلو العديد من أغاني الألبوم بنفسه، مع خمسة تراكات من إنتاج هادي معمر، ومشاركة وحيدة لأشيدو ٣٥٠ هيرتز، ولبروديوسر واي زيد، أما الهندسة الصوتية فنفذها براين نوكس إيزنر. أوجدت تلك التركيبة العديد من الإنسرتات والسامبلز والحيل التجريبية، التي أضفت على الألبوم بعض لمسات الأولد سكول، مثل دمج الأوتوتيون بالإلكترو، أو إنسرتات صوت تشغيل جهاز الكاسيت، أو صوت الإنذار المصاحب للفيرسات في أمان. كما استمعنا إلى صدى الصوت المضغوط في ميلوديز، أو الاستعانة الذكية بمقسوم الشعبي مع لحن التراب في تراك المبدأ، خاصة وأن الأغنية تأخذ ثيمة غدر الصحاب. تنوعت الأغاني بين التراب الخالص والتشيل تراب والإلكترو تراب والجروف تراب. قدمت أغنية مسرحية تسلسلًا سرديًا مبينًّا على إنسرتات ضحكات الجمهور المقتضبة، وضع هذا التفصيل مع الموسيقى التصويرية الدرامية الأغنية في قالب أشبه بالقصة.
ورغم تركيز الألبوم على ثيمات الفليكس والتفاخر، يأتي الاختلاف في التنويع بين تقديم فلو سريع في الأداء مع عدد كلمات قليلة نسبيًا في الفيرس، أو فلو طبيعي، أو فلو متسارع متلاحق يشبه أسلوب الفري ستايل كما حدث في ميلوديز، أو التصرّف بأريحية أكبر معتمدًا على تداخل أكثر حضورًا للآلات في تراك المامبل راب ألاعيب. يقدم بابلو أيضًا الكثير من الصور والاستعارات والتعابير المميزة: "كلنا في سيرك إحنا بلياتشو… حتى اللضى عمو أبو كرش هابشه".
تخرج تجربة بابلو من إطار التجديد المواكب للصيحات إلى التجديد كما يراه هو ويريده، إنّه الأسلوب الذي لطالما اعتمده ونجح بجعل إنتاجه مميزًا ومختلفًا في كل مرة.