"واتعلمت أحب نفسي / عمر نفسي ما تنساني" هذا البار من تراك "امشي" لتومي انتشر على منصة تيك توك بكثافة مؤخرًا، ليدفع آلاف المستخدمين لمشاركته والاستماع للأغنية التي سجلت ملايين المشاهدات عبر مختلف المنصات.
بفضل هذا النجاح، تمكن التراك من دخول قوائم بيلبورد عربية والمنافسة بقوة. فهو يحتل حاليًا المرتبة 43 على قائمة أعلى 50 تيك توك، حيث ينافس هناك منذ خمسة أسابيع، بينما يواصل حضوره في هوت 100 للأسبوع التاسع، محتلًا المرتبة 34.
أما تومي نفسه، فقد وصل هذا الأسبوع إلى المرتبة 45 على قائمة 100 فنان بفضل أداء جميع أغاني، ولكن كيف استطاع هذا الاسم الصاعد تحقيق كل ذلك في وقت قصير؟

كيف بدأت علاقة تومي بالجمهور؟
النجاح الملحوظ الذي حققه تومي وتقدمه على القوائم، دفعنا للتعرف عليه عن قرب. اسمه الحقيقي أدهم ياسر سلامة، وبدأ مسيرته مثل كثير من شباب جيله، عبر نشر فيديوهات غنائية على تيك توك، قبل أن يظهر عام 2022 في حلقة من برنامج "راب شارع" حيث قدم تراك " 19 سنة من الوحدة" والذي كشف عن موهبته بوضوح.
وفي نفس العام انضم إلى تسجيلات "معادي تاون مافيا" التي كانت في أوج شهرتها بموجة الدريل، وشارك في "سين سايفر 03" إلى جانب فنانين مثل حسين ووينجي وليا نوبي وفليكس (الذي انفصل عنهم مؤخرًا).
ينحدر تومي من حلوان بجذور بدوية مصرية، وهو ما انعكس بوضوح في مشروعه الموسيقي الأول في الألبوم الطويل "العرب"، حيث قدم في التراك الرئيسي "عرباوي" مزيجًا يجمع بين الهيب هوب والآلات البدوية، وبذلك أضاف لمسة ثقافية خاصة تعكس هويته ليبدو وكأنه يعيد تشكيل مشهد الهيب هوب المصري بطابعه الخاص.
الألبوم لم يخل من التعاونات الموسيقية، والتي كان من أبرزها تراك "333" الذي جمعه مع حُسين وليل نوبي، وتوازت فيها جميعها مقاطع الراب، مع الأداء الغنائي.
تومي يسرد قصته في ألبوم قصير
في ديسمبر الماضي، أصدر تومي ألبوم قصير بعنوان "الرواية"، مكون من أربعة تراكات، حملت ثلاثة منها توقيع رالي في الإنتاج الموسيقي. الألبوم بالفعل أشبه برواية من ثلاثة فصول، حيث تروي كل أغنية قصة حب مختلفة، يجمع بينها قاسم مشترك "نهايات غير مكتملة". ولما كانت الثيمة عاطفية، فقد اتجه الألبوم موسيقيًا إلى الغناء بشكل كامل.
على سبيل المثال، في "امشي" يسرد تومي خلال ثلاث دقائق قصة حب أليمة تركت أثرًا سلبيًا عليه، لكنه خرج منها بدرس مهم هو أن يحب نفسه. ربما كان هذا الصدق العاطفي هو ما جعل الجمهور يتعلق بالأغنية، حيث تنقل كلماتها مشاعر الحب والانفصال بأسلوب يعكس لغة وموسيقى جيل زد، دون أن تخلو من بعض التخبط الذي يجسد واقع التجربة.
يُختتم الألبوم بتراك "مكملين"، من إنتاج دي جي علو، ليكون بمثابة الخاتمة الفلسفية للرواية، من خلاله يطرح تومي تساؤلاته الوجودية، مؤكدا رغم كل شيء أنه لا يزال مستمرًا في طريقه، مهما كانت الصعوبات. تم تصوير جميع فيديو كليبات أغاني الألبوم بهوية بصرية موحدة ومترابطة، تحت إشراف المخرج خالد إبراهيم، عكست حرص تومي على التطور على جميع الأصعدة، خطوةً تلو الأخرى.