الجوبي نغم راقص واحتفالي بامتياز لا يستطيع أحد مقاومته عند سماعه، هو تذكار للحظات الفرح والنوستالجيا. يرتبط الجوبي بشكل وثيق برقصته التراثية التي انتشرت من الجنوب الى جميع مناطق العراق وكردستان، وأصبح لها تفرعات مختلفة بحسب المنطقة والمناسبة. تؤدي هذه الرقصة مجموعة من الأشخاص يجتمعون في دائرة تشبه الدبكة في طريقة تنظيمها، حيث يشكل الراقصون حلقة رقص متواصلة عبر الأيدي. أما موسيقيًا فتتكون فرقة الجوبي أو الجوابة في الغالب من خمسة أعضاء، بينهم عازفو اليرغول والطبل ومغنون. تعبّر هذه الموسيقى الراقصة عن روح جماعية تظهر بين أفراد الفرقة الواحدة، وتجعل منها رمزًا يعكس المودة بين الأفراد، خصوصًا في الأوقات التي تشتد فيها الأزمات وتتشظى فيها الروابط الاجتماعية.
كان لفن الجوبي التراثي والشعبي رواده الذين قادوه من المحلية إلى العالمية واستطاعوا الحفاظ عليه ونشره بطريقة مميزة. يعتبر الفنان والملحن العراقي إلهام مدفعي من أبرز الذين جددوا وأبدعوا في تلحين الجوبي، فمزجه مع الجيتار وموسيقى الفلامنكو، وقدم العديد من الأغاني التي حفرت في ذاكرة الفن العراقي منها أغنية جوبي. كما ولا يزال فنانون عديدون يحافظون على مزج الموال بالدبكة على الطريقة التقليدية، مثل الفنان محمد عبد الجبار في أغنية سيه. أما الفنانة نادين الخالدي من فرقة طرب باند فقدمت قبل سنوات أغنية بعنوان بغداد جوبي، تتغزل فيها بموسيقى ورقصة الجوبي، وتصفها بأنها موسيقى بغدادية بحتة وبأنها "رقصة المحبوب" بأسلوب مغرق بالعاطفة.
امتد أثر الجوبي إلى أغنية البوب العراقية المعاصرة، ففي العام 2006، وقف الفنان كاظم الساهر في دبي ليؤدي أغنيته الشهيرة عيد وحب على نغم الجوبي، والتي باتت ترتبط بالأعياد والمناسبات الخاصة والعامة فتتردد كثيرًا فيها. خلال أدائه للأغنية لم يستطع كاظم كبح نفسه عن تأدية الرقصة، لينضم إليه ثلاثة من رفاقه ويدبكوا على المسرح بابتهاج. قدم كاظم عدة أغانٍ ارتكزت على إيقاعات الجوبي، منها أغنية لقعدلك عالدرب قعود وأغنية الحلوة من ألبوم حافية القدمين. بدأ الجوبي يصبح أكثر شيوعًا خارج العراق بعد تجارب كاظم ليغنيه كذلك عدد من الفنانين العرب. قدمت ميريام فارس أغنية هذا الحلو ومنحتها اسمًا ثانيًا هو الدبكة هي الجوبي التي مزجت عبرها إيقاعات الجوبي مع إيقاعات الدبكة اللبنانية، وكان ذلك للمرة الأولى مباشرة على المسرح في السعودية خلال العام الماضي.
