في خطوة مهمة لتمكين فناني الجيل الصاعد ودعم وتطوير صناعة الموسيقى في المملكة، أعلنت هيئة الموسيقى عن شراكتها المثمرة مع يوتيوب ميوزك خلال أسبوع الرياض الموسيقي، الحدث الذي يعكس التحوّل الكبير في صناعة الموسيقى لدعم الأصوات السعودية وتمكينها من التأثير على الساحة العالمية!
أتت تلك الشراكة ضمن جلسة "هيئة الموسيقى واليوتيوب: تمكين الصناعة" في لقاء جمع باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، ودان تشالمرز، نائب رئيس يوتيوب ميوزك لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بهدف فتح آفاق جديدة للحوار والتعاون.
تطوّر المشهد الموسيقي في السعودية
أحدث التحوّل الرقمي نقلة نوعية في المشهد الموسيقي السعودي، إذ وسّع انتشار الفنانين وسهّل وصولهم إلى الجمهور، وهذا ما أكده باسيفيكو ضمن الجلسة التي ناقشت آخر التطورات الثقافة المحلية، مشيرًا إلى سعي المملكة لخلق مختلف الفرص التي تسمح بنقل التجربة الموسيقية المحلية إلى العالمية، كما حدث مع موسيقى الراب العربي، وأضاف: "شهدنا كيف اكتسب الراب العربي شعبية كبيرة، وبلغ اهتمام الجمهور بهذا النوع ذروته في ظل موجة تصاعدية من الاهتمام الثقافي المتنامي، مما يؤكد قدرتنا على إطلاق منتجات مبتكرة وإحداث تأثير دولي"، لافتًا الأنظار إلى دور أسبوع الرياض الموسيقي في تعزيز الحضور السعودي على الساحة العالمية.
عن تأثير اليوتيوب في دعم فناني المنطقة
يلعب اليوتيوب دورًا أساسيًا في دعم الفنانين الصاعدين، إذ يوفر لهم منصة تمكّنهم من عرض موسيقاهم لأكثر من 2 مليار مستخدم حول العالم. ومن هنا، أشار تشالمرز في حديثه إلى أهمية اليوتيوب في سوق اليوم الذي يشهد نموًا وإقبالًا هائلًا من الجمهور الصاعد، مؤكدًا: "أصبح يوتيوب ميوزك ركيزة أساسية في مسيرة الفنانين السعوديين نحو العالمية! ونحن نطلق اليوم برنامج MMF لأول مرة في السعودية، مما يعكس التزامنا بدعم الفنانين السعوديين وإمدادهم بأدوات جديدة ليحققوا النجاح". كما صرّح أن منصة يوتيوب تُعّد قوة دافعة للموسيقيين، إذ أصبح بإمكان الفنانين الشباب الوصول إلى جمهور عالمي بدون الحاجة إلى وسطاء، مما يعزز فرصهم في التألق وتوسيع نطاق تأثيرهم.
ويهدف برنامج MMF إلى تدريب الفنانين المحليين وتمكينهم عبر مجموعة من الخدمات، مثل الإنتاج والتوزيع الموسيقي على مستوى عالمي، إضافةً إلى تعريف الفنانين السعوديين على أفضل الممارسات في مجال صناعة الموسيقى العالمية من خلال شراكاتهم مع مدراء الأعمال.
الدور المحوري لمدراء الأعمال في تطوير المواهب
تطرقت الجلسة أيضًا إلى أهمية دور مدراء الأعمال في صناعة الموسيقى، حيث أكد باسيفيكو أنهم يلعبون دورًا حاسمًا في تطوير الفنانين وتوجيههم لاتخاذ القرارات المهمة، سواء عند اختيار المنصات أو تنظيم الحفلات. كما وضّح تشالمرز أن ازدياد أهمية المدراء الآن يرجع إلى القفزة النوعية في النماذج الموسيقية المختلفة، وأضاف: "مدراء الأعمال ليسوا مجرد منظمين للأحداث، بل شركاء أساسيون في تحويل الرؤية الفنية إلى واقع ملموس".
الأصوات المحلية والانطلاق نحو العالمية
يحمل المستقبل فرصًا كبيرة لصناعة الموسيقى العربية على الساحة العالمية، ومن المتوقع أن تصبح الموسيقى السعودية جزءًا أساسيًا من الأنماط الموسيقية العالمية، مثلما حدث مع موسيقى الأفروبيتس والموسيقى اللاتينية. ويشير تشالمرز إلى ذلك قائلًا: "عندما نرى الأنواع الموسيقية التي أسهمنا في تطويرها تتألق على الساحة العالمية، نعلم أن بزوغ صوت عربي مميز ليس سوى مسألة وقت، وما نحتاجه الآن هو المزيد من الوجوه التي تمثل الموسيقى العربية عالميًا"، إذ يرى أن الانتشار الكبير للأنماط الموسيقية المحلية في المملكة يعكس شغف الجمهور السعودي بالتنوع الثقافي. وأضاف موجهًا حديثه إلى باسيفيكو: "وسط الزخم الموسيقي الذي نشهده، لا يتميز سوى الصوت الأصيل الذي يملك جرأة الاختلاف! ويتطلب وجود مثل هذا الصوت ثقة عميقة بالنفس، وهي الثقة التي نراها تنمو وتزدهر بشكل كبير في المملكة مؤخرًا، وهذا بالتحديد ما يجعلنا متفائلين بشأن المستقبل".