سلّط نجاح أغاني الإندي المقدمة في مسلسل "لام شمسية" الضوء على تجربة المخرج كريم الشناوي في الاعتماد على الموسيقى المستقلة كعنصر رئيسي لنجاح العمل، خاصة مع الشعبية الكبيرة لكوفر أغنية مارسيل خليفة "عصفور طل من الشباك" بصوت نوران أبوطالب.
الأغنية التي أذيعت في الحلقة الخامسة من المسلسل أصبحت محل اهتمام متابعي السوشال ميديا إذ ساهمت في تلخيص علاقة معقدة بين طفل تعرض للتحرش وزوجة أبيه التي ترعاه. من جهة أخرى، وضح من خلال تداولها الواسع تفاعل الجمهور مع صوت نوران أبو طالب الذي جاء بالتوازي مع دندنة شخصية الأم في الحلقة.
وكانت نجمة العمل أمينة خليل قد كشفت في مقابلة مع ET بالعربي أن الأغنية كانت من اختيارها حيث كانت والدتها تغنيها لها في طفولتها حتى لا تخاف. وأكدت أنها والمخرج اتفقا على ضرورة وجود أغنية في المشهد تؤكد على العلاقة بينهما وبين الطفل، وحين اختار المخرج أغنية لا تعرفها، طلبت أن تستبدلها بأغنية "عصفور طل من الشباك" لتدخلها في الحالة الشعورية الصحيحة، ودعم مخرج العمل قرارها فخرج المشهد مؤثرًا للغاية.
يشهد المسلسل أيضًا تكرار للتعاون الناجح بين المخرج و سمر طارق. تؤدي سمر أغنية "كدب"، التي اعتمدها المخرج كصوت حاسم دائم في سرديته خاصة بعد المشاهد التي تقرر فيها شخصية نسائية اتخاذ قرار مصيري، مستفيدًا من الحدة في صوت سمر، واختيارها لتعبيرات قاطعة في كتابتها للأغاني.
البداية مع "الهرشة السابعة"
بدأ كريم الشناوي اعتماده على الموسيقى المستقلة في مسلسل "الهرشة السابعة" عام 2023، الذي شهد توظيف حوالي سبع أغاني إندي لخدمة المَشاهد.
استغل حينها أداء فنانة الإندي دنيا وائل الناعم الودود وشريكها الدائم في الإنتاج الموسيقي الوايلي، عبر أكثر من أغنية. الأول كان في تراك "القاهرة"؛ التنفيسة التي تطلب الخروج من العاصمة لتصفية الذهن و التفكير في المستقبل بهدوء، خاصة أن المسلسل يركز على مشاكل العلاقات العاطفية طويلة الأمد.
أما التعاون الثاني وهو "بيكيا"؛ فجاء كمناجاة ورجاء أخير للبحث عن حل مشترك، ينتهي باستنتاج أن مشاعر الشريكة قد استهلكت تماما ليتحول قلبها إلى "بيكيا"؛ أي قطعة خردة غير صالحة للاستعمال.
وحتى في "العسل" تعكس أغاني دنيا وكلماتها الانتفاضة الأنثوية شبه الجماعية لشخصيات المسلسل النسائية على تركيبة علاقاتهن بالرجال، و تمهد لدخول صوت سمر طارق بأغنية "لو".
تعيد "لو" تشكيل التروما من البداية، الألم والشكوى المكتومة والندم ثم التسليم بفكرة الخوف، كإحساس عام طاغي على الحالة النفسية للبطلة النسائية.
تعكس الموسيقى التي يختارها كريم الشناوي كذلك الطبقة الاجتماعية لشخصياته، ففيما يتحرك المسلسلان في عالم الطبقة المتوسطة وقاموس مصطلحاتها، فإنها تعكس أيضًا ذائقة موسيقية انتقائية للشخصيات، وتسمح باستخدام أغاني مثل "Sucre" لفرقة يوما التونسية، و"حكي ما نقال" لفرقة رند اللبنانية، بما يتوافق مع الصورة البصرية المقدمة بالمشاهد.