في ليلة ساحرة استحضُرت فيها الروح الفنية العالية والشغف الكبير، عادت النجمة أصالة نصري إلى مسرح قرطاج الدولي بعد غياب دام عشر سنوات، لتفتتح حفلها في المهرجان وسط استقبال وهتافات جماهيرية مرتفعة، ووزّعت أصالة القبلات على جمهورها تعبيرًا عن سعادتها بالعودة إلى هذا المسرح العريق الذي احتضنها في بداياتها.
و روت أصالة قصة بداياتها مع مهرجان قرطاج الدولي قبل عشر سنوات، حين قالت: "لأن القصة طويلة، قصة لقائي فيكم... بتعرفوا من أوائل الحفلات اللي عملتها بدايتي كانت معكن. بتذكر في بدايتي الثانية 2006 كان في حفلة كتير مهمة في حياتي لأنها كانت فيصل لكل شيء اليوم وصلت له". ثم أضافت مشيدة بدفء الحب الذي تلقته من الجمهور التونسي، معتبرة أن هذا الحب كان ممزوجًا بعبق الياسمين والفُل.
و تغزلت أصالة بجمهورها بكلمات عفوية ملأتها الرومانسية والحنين، فقالت لجمهور قرطاج: "بتعرفوا بتشبهوا شو؟ الفُل اللي على راسي، بتشبهوا الياسمين". هذه الكلمات أثارت حماس الجمهور، الذي رد عليها بتصفيق حار.
وخلال الحفل، قدّمت أصالة واحدة من أكثر اللحظات المؤثرة عندما غنت "فلسطين عربية"، في وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية لتكون هذه الوقفة من أصالة بمثابة رسالة فنية تحمل في طياتها عمق الالتزام بقضايا الأمة العربية.
أصالة لم تكتفِ بالغناء فقط، بل أضافت لمسة من المرح والبهجة عندما بدأت ترقص على المسرح وسط تفاعل كبير من الجمهور، الذي شاركها هذه اللحظات المليئة بالفرح والحيوية. وعندما مازحت جمهورها قائلة: "الجاي إلي بئا ها؟" محاولًة أن تستمتع بالغناء وحدها، فاجأها الجمهور بالتصفيق والغناء معها مجددًا، في لحظة جسدت التواصل القوي بينها وبين محبيها.
وغنت أصالة "قرطاج عروس على بابك... جينا نغني لك يا تونس"، لتقدم بهذه الأغنية تحية حب واعتزاز للجمهور التونسي، وأضفت بهذه الكلمات مسحة من الاعتزاز والاحترام لعراقة البلد الذي كان شاهداً على جزء كبير من مسيرتها الفنية.
وقبل ذلك، عادت آمال ماهر إلى العاصمة التونسية لإحياء حفلها ضمن مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ 58، وذلك بعد غياب 9 أعوام. واستقبل الجمهور التونسي آمال ماهر بترحيب كبير، إذ حيّته قائلة: "مساء الخير، مساء المحبة، وحشتوني، أنا سعيدة وطايرة بوجودكم، وإن شاء الله تبقى ليلة جميلة زيكم".
وافتتحت الحفل بأغنيتها "أنا برضو الأصل"، لتغنّي بعدها أجمل أغانيها وأشهرها مثل "لو كان بخاطري" و"سكة السلامة"، كما غنت أيضًا "اتقي ربنا فيا" و"صاحبة عمري" و"ايه بينك وبينها" و"رايح بيا فين"، ولم يكفَّ الجمهور عن ترديد هذه الأغنيات معها فيما يشبه الكورال.
ورافقت آمال ماهر أداءها في مهرجان قرطاج فرقة موسيقية كبيرة ضمّت أكثر من 45 عازفًا ومنشدًا محترفًا، ولم تمنع درجات الحرارة المرتفعة التي عرفها مسرح قرطاج في السهرة الفنانة من إمتاع جمهورها بصوتها الطربي العذب، إذ اضطرت استعمال المروحة اليدوية لمواصلة السهرة.
ولم تبخل آمال ماهر على جمهورها بأداء بعض الأغاني الكلاسيكية الأيقونية، مثل "أكدب عليك" لوردة الجزائرية و"ألف ليلة وليلة" لأمّ كلثوم و"ابتدا المشوار" لعبد الحليم حافظ، وأيضًا أغنية "سيدي منصور يا بابا" لصابر الرباعي.
الجدير بالذكر أن أولى مشاركات آمال ماهر في مهرجان قرطاج كانت في العام 2006، وآخر حفلة لها بالمهرجان قبل الحفلة هذه كانت في عام 2015.