شهد حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس لحظات موسيقية لا تُنسى، أبرزها على الإطلاق عودة سيلين ديون الدرامية إلى الغناء، في مشهد مؤثر سيظل عالقًا في الذاكرة، وهي تقف على برج إيفل المضاء بحلقات الأولمبياد الخمسة، مرتدية فستانها الأبيض وتُغني أغنية "Hymne à l'amour" الشهيرة للفنانة إديث بياف.
جاءت هذه اللحظة في ذروة حفل الأولمبياد، عقب إشعال المرجل الأولمبي في حديقة التويلري، والمشهد المؤثر للمنطاد الذي يُحلق فوق سماء باريس ويُضيئها بالنار، لتبقى عيون الجمهور مُعلقة بالسماء، ولم ينجح بإعادتها إلى الأرض سوى حدث استثنائي آخر، بسماعهم صوت سيلين ديون وهي تُغني للمرة الأولى منذ وقتٍ طويل.
يُعد هذا العرض هو الأول لديون منذ إعلانها عن إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس، وهي حالة نادرة تؤثر على الجهاز العصبي، حيث كانت آخر مرة أحيت فيها سيلين ديون حفلًا مباشرًا في مارس 2020 في نيوجيرسي. ورغم ظرفها الصحي القاهر، ظلّت سيلين ديون تحاول كل جهدها للعودة والغناء على المسرح، وذلك ما وثقه فيلمها الوثائقي "I Am: Celine Dion" الذي عرض تفاصيل رحلة سيلين ديون مع المرض وتحدياتها في الاستمرار بالمجال الفني، وعبّرت فيه عن إصرارها على العودة إلى المسرح رغم المصاعب، بمقولتها المؤثرة: "إذا لم أستطع الركض، سأمشي، وإذا لم أستطع المشي، سأزحف... لن أتوقف".
الجميع كان بانتظار عودة سيلين ديون، ولكن لم يكن أحد يتخيل أن العودة ستكون مُذهلة إلى هذا الحد، وأنها ستتم في حدث استثنائي كبير واستثنائي كحفل افتتاح الأولمبياد، الذي قد يكون الأمثل لعودة سيلين ديون، لأن إصرارها على الغناء في ظرفها الاستثنائي يبدو كمشهد من مشاهد ألعاب القوة في الأولمبياد. وقد يكون التوصيف الأبلغ لأداء سيلين ديون في حفل الأولمبياد، هي الكلمات التي قالتها المعلقة الأمريكية كيلي كلاركسون، حين وصفته بأنه "أداء رياضي صوتي".