تحت مظلة وزارة الثقافة السعودية، أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية مشروعها "بيرق" بنسخته الأولى، ليسلّط الضوء على فن العرضة السعودية، أحد أبرز الفنون الأدائية التراثية بالمملكة. يهدف البرنامج إلى صقل مهارات عشّاق العرضة، وتعزيز قدراتهم من خلال تدريبهم على مختلف أساليبها، كما يقام تحت إشراف فرق عرضة سعودية محترفة.
ستبدأ أول دورات البرنامج في فندق مداريم بالرياض يوم 12 يناير / كانون الثاني، تليها دورة أخرى في دار عنيزة للتراث الشعبي بالقصيم يوم 19 يناير / كانون الثاني.
المبادرات الثقافية: تأصيل إرث وتوثيق تاريخ
تسهم مثل هذه المبادرات في الارتقاء بمستوى الفنون الأدائية والتراثية وتعزيز الوعي بها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قيمتها الثقافية والتاريخية، وتوثيقها بأدق تفاصيلها كما تناقلتها الأجيال عبر الزمن. تعمل هذه الجهود على ترسيخ مختلف أشكال التراث، سواء المادي أو غير المادي، مما يضمن استمرارها وحمايتها.
ويعد فن العرضة السعودية مثالًا بارزًا على ذلك، كونه أول عنصر ثقافي من المملكة يُدرج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة اليونسكو في عام 2015، مما يعكس أهمية هذه الفنون في إبراز الهوية الثقافية للمملكة وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.
العرضة السعودية: إرث وطني ينبض بالحماسة
العرضة السعودية هي رقصة فلكلورية تراثية تعكس الهوية الوطنية السعودية، ظهرت تاريخيًا كأغاني حربية تجمع بين الطبول القوية وحركات السيوف المتناغمة. تُقدَّم العرضة في المناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني ومهرجان الجنادرية وغيرها، ويتميز أداؤها بأزياء تقليدية تشمل المردون والدقلة. تُرافقها أبيات شعرية مثل قصيدة “مني عليكم ياهل العوجا سلام” التي وثّقت لحظات تاريخية بارزة.