بات يتوجب على الجمهور الذي يبحث عن الاستمتاع الحقيقي بالإصدارات الجديدة وتقدير موسيقييها، التوقف عن ربط اسمي هاري ستايلز وزين مالك بفريق البوب ون دايركشن الذي ضرب بين أوساط المراهقين لبضعة سنوات قبل أكثر من عشرة أعوام. اختبرت المسيرة الفردية لكل من زين وهاري حتى اليوم عدة نقلات مرحلية نحو صوت أكثر نضوجًا، تنفصل بشكل كامل عن تجربة الفريق الذي قدمهم للشهرة بصوت آمن ولطيف وأبسط من اللازم.
اجتهد زين في ألبوميه المنفردين الأخيرين أكثر من اللازم في محاولة تقديم صوت عميق وهادف، فجاء في التجربتين شيء من الاصطناع وغياب التركيز. أما اليوم مع صدور أغنية Love Like This يبدو أنه قد فهم المطلوب منه والذي لا يتعدى أغنية حب راقصة. حملت الاغنية إيقاعات إلكترونية تستلهم من الهاوس ومن صوت الجراج البريطاني، لم تمنع سرعتها أن يأتي أداء زين الصوتي متمكنًا ومركزًا. كل ما في الأغنية شديد الجاذبية ومفعم بالحيوية والشباب، بما في ذلك الفيديو الذي يقود فيه زين دراجته النارية بسرعة فائقة وخلفه حبيبته، وكأننا بصريًا نشهد ما تؤكده الكلمات عن انطلاقه كالصاروخ نحو حب جديد في بداياته، غير مبالٍ بأي خطر أو أذى محتمل.
جاءت الأغنية المنفردة الجديدة لتكون أولى إصداراته منذ عامين فيما يلي ألبومه الأخير Nobody Is Listening، فيما يلي تعاقده مؤخرًا مع شركة التسجيلات Island Records. تزامنت الأغنية كذلك مع إعلان زين عن ألبوم طويل قريب يعمل عليه بحماس في هذه الفترة.
قبل أعوام ذكر تايلر ذَ كرييتر عبر تويتر أنه كان قد كتب أغنية See You Again خصيصًا لزين، وعندما لم يحضر زين مواعيد الاستديو المتفق عليها، قرر تايلر الاحتفاظ بالأغنية لنفسه وضمنها لاحقًا بألبومه الأيقوني Flower Boy لتتحول إلى واحدة من أبرز هيتاته. فوّت زين حينها موعدًا مع نجاح مؤكد في فترة كان يتخبط فيها لإيجاد صوته المستقل. لذا، يحتاج النجم الشاب اليوم لأن يحرص على صيغة العمل الجماعي، وإتمام تعاونات ترشده إلى هويته الصوتية النهائية، وتنهي حقبة الضياع التي قد تتسبب باستمرار تحجيمه كأحد أفراد الفريق الغنائي المنفصل ون دايركشن.