ربما تكون عودة الرابر "ترك" هذا العام واحدة من العودات التي لم تأخذ حقها بالتغطية، فبعد توقفه عن الإنتاج في السادس عشر نوڤمبر/تشرين الثاني 2022 بالألبوم القصير "أصول 500"، أطلق هذا العام 2024 ألبوم مشترك بعنوان "2000 Gen" تعاون فيه مع زياد ظاظا وأرسينيك ودابل دي، واستطاع أن يقدم نفسه كصوت مميز في مشهد الدريل بالمنطقة.
في الألبوم القصير "أصول 500"، خلق ترك حوله بيرسونا مليئة بالغموض، حيث استخدم في الكليب محتوى بصري أبيض وأسود، أو ممزوج بالأحمر والأزرق للإضائة، مع بعض العلامات التي توصل إحساس بالثقل والحدة. تمسك في تعاونه الإنتاجي مع كينجو كلاعب أساسي ووحيد، اعتمد على التمبو السريع والبطيء والبايس الخفيف والغليظ، مع وجود صريح للأوتوتيون المكثف الذي غطى صوته وتلاعب به. لم تكن الهوية اللغوية واضحة في البداية، لكنه خلق حالة مزاجية جذابة بين اللغة العامية والإنجليزية، مستفيدًا من الفلو القريب من الفري ستايل بالانتقال بين أوزان مختلفة لكل بار.
في ألبومه القصير الثاني الصادر قبل ثلاثة أشهر "2000 Gen"، برزت هوية ترك أكثر مقدمًا نسخة أكثر إكتمالًا من صوته. تعاون مع AMP Studios والمخرج أشرف سامي في إنتاج محتوى بصري خاص لكل تراك بالألبوم، سواء بالتركيز على الوجه والبروفايل أو الأماكن المغلقة. حيث نراه في كليب "مع عدم احترامي" مع زياد ظاظا وأرسينيك في كونتينر نقل بضائع. ربما لا يقدم ترك سردية واحدة أو قصة كاملة، لكنه يساهم بخلق Slangs قوية وجذابة مستمدة من روح جيل الزد، حيث يقول "مع عدم احترامي للناس والأسامي/ شوفولنا حد يسد علينا".
أما في تراك "إتلاف" تتجسد أشكالهم على شكل تماثيل في معلم أثري مُهمل، ويقول "يا عيال شفافة مش متشافة / بس انتوا المبادئ واخدة عطلة "، وغيرها من البارات التي تحمل روح التحدي. كمل طور من أسلوبه الموسيقي بالتعاون مع المنتج إسماعيل نصرت، الذي استخدم في التراك سامبل من الموسيقى الشهيرة لسلسلة أفلام "جيمس بوند"، ودمجها بمزمار مصري من موسيقى مصرية قديمة.
يأتي إصداره الأخير "شد في طرف" من انتاج كينجو، وتعاون مع أشرف سامي بالرؤية الإبداعية والإخراج، حيث وظف جو الموسيقى الإلكترونية الراقصة مع المؤثرات البصرية، ودمج بين عدد من العوامل الطبيعية والصناعية لنقل حالة تحمل لمسة من السريالية. هذا وأصبح ترك متمكنًا من هذا الأسلوب بعد عودته، خاصة في دمج صور تستمد معالمها من واللاوعي، بالإضافة إلى ألحان قوية وبارات مرتبطة بالايجو والأفكار الشخصية. كما يعدُنا بالمزيد من الإصدارات المميّرة إذا حافظ على ملامح هذا المشروع الذي شبك بين السردية الحقيقية واللا وعي.
