فاجأ تامر حسني الجمهور قبل أسابيع بإطلالته بجسم رياضي محترف، ورأس حليقة تمامًا مع ذقن محددة وسمرة ذهبية، ليعلن أنه يعمل على تصوير مشروع جديد لم يكشف عنه، ما أدهش معجبيه وأثار حماستهم لمعرفة ما الذي يستعد لتقديمه من أدوار جديدة في الفترة القادمة.
ملقبًا بـ "نجم الجيل"، استطاع تامر حسني على امتداد رحلته بين السينما والغناء، خلق العديد من الأشكال والستايلات التي تفاعلت وأثرت على خيارات الشباب المرتبطة بالموضة في الشكل والملابس والإكسسوار، مستقيًا أفكاره مما يحيطه من صيحات مختلفة، ومقولبًا إياها في قالب يبروزها ويربطها بأعماله. وكواحد من القريبين والمؤثرين بصيحات الشارع لسنوات، نستعيد لكم أهم المراحل والمحطات والصيحات التي قدمها، رابطين إياها بمسيرته الفنية والسياق الاجتماعي والطبقي لتلك الفترات.
بدايات نجومية الشاب المألوف
لأن الخيارات الأولى دائمًا ما تؤثر في السنوات الأولى من المسيرة، يمكننا فهم حجم تأثير نصر محروس على انطلاقة تامر حسني، المنتج الذي اكتشف عدة أسماء فنية كشيرين، والذي كان حريصًا على الإنتاج لمواهب قريبة من الفئات الاجتماعية الشعبية سواء عبر الكلمات والألحان المستعملة في أغانيهم أو حتى مظهرهم. انتموا جميعًا لجُنرا البوب، لكن بلمسة شعبية.
ترك تامر في صورته الموجودة على غلاف الجزء الثالث من ألبوم " فري ميكس" الصادر عام 2003 انطباعًا بالألفة، وكأنه شاب من الحي نعرفه منذ وقت طويل. بالإضافة إلى الشعر المثبت بالجل، والذي كان رائجًا في تلك الفترة، ظهر تامر بذقن ليست بالكثيفة ولا الحليقة، وتاركًا حاجبيه المتصلين بشكلهما الطبيعي.
أعطاه ستايله المختلف عن النجوم المعتادين ذوي المظهر اللامع فرصتين ضخمتين للنجومية المبكرة، إذ كان منتجو الأفلام السينمائية أكثر اهتمامًا بمظهر واقعي يتماهى معه جمهور أفلامهم. شارك تامر حسني في فيلمي "حالة حب" بعام 2004، و"سيد عاطفي" في عام 2005، والأخير كان من بطولته بالمشاركة مع عبلة كامل وطلعت زكريا، وزينة، بالإضافة إلى أنه من قصة بلال فضل، وإنتاج محمد وأحمد السبكي. قدّمت كل هذه الأسماء خلطة شعبية بامتياز، حولت تامر إلى نجم شاب جديد، خاصة وأن الفيلم احتوى على ثلاث أغانٍ إحداها أدّاها مع الممثل الكوميدي طلعت زكريا وهي "كل مرة"و"بسيطة"، و"نور عيني".
البيرسونا الجديدة
توازى صدور ألبوم "يا بنت الإيه" بعام 2007، مع صدور فيلم "عمر وسلمى" بجزئه الأول، والذي كان نقلة أخرى له من إنتاج السبكي أيضًا، ولكنه يظهر هنا كزير نساء وابن رجل أعمال غني، ليقوم بتغيير كلي للمظهر الشعبي الذي ساهم في ظهور نجمه. عزَّز تامر هذا التغير بتقديمه لنفسه عبر صورته على غلاف الألبوم، والذي ظهر فيه بصدرية مخططة وقميص وبنطال كلاسيكي، حالّا عقدة الكرافتة. بعد هذا المظهر، وبعد الفيلم، فُتحت لتامر مساحات أكبر بمنطقة وسط يقدم فيها البطل الشعبي ولكن المُحتك كذلك مع طبقات أعلى، بنطاق أكبر للحركة فيه فيما يتعلق بالملابس وتسريحات الشعر وظهر ذلك بوضوح أيضًا في "كابتن هيما".
شطحات فنية
في عام 2009، والذي شهد وفاة ملك البوب العالمي مايكل جاكسون، ظهر تامر حسني على غلاف ألبوم "هعيش حياتي" مرتديًا قبعة وبذلة شبيهان برداء مايكل جاكسون الشهير. لم يكتف بذلك بل أضاف له وجود أغنية "Come Back to Me" والتي أدى بها المخرج والممثل حسام الحسيني الجزء المُغنى بالإنجليزية. كما كان يظهر في بعض الحفلات مرتديًا البدلة ومؤديًا لبعض حركاته.
الإكسسوارات والتسريحات يتدخلان
بعد أعوام من لعب دور ابن البلد "المجدع"، احتاج تامر حسني لبعض التغيير، ورغم حفاظه على الشكل الرئيسي مع قصة الشعر بالتدريج من الجوانب، فقد غير شكل ذقنه للـ "سكسوكة" لتتناسب مع دوره في فيلم "نور عيني" في عام 2010، بمشاركة منة شلبي. حيث يقوم بدور شاب يبحث عن تحقيق حلمه في الغناء بالإلتحاق بأحد الفرق الموسيقية التابعة لمعهد الموسيقى العربية.
بدأ أيضًا تامر في تلك الفترة بتنويع الاكسسوارات وتقديم ستايل شبابي متجدد. عزز ذلك أكثر في تعاونه مع شاجي بعدها بعامين في "Smile"، والتنويع في ألوان قطع الملابس بشكل غير تقليدي، فيظهر في الكليب مرتديًا بلوفر بنفسجي، على جاكيت جينز وبنطال بني، حيث كانت البناطيل ذات الألوان الساخنة مثل الأحمر والأخضر من الصيحات المنتشرة.
هوية منفصلة عن الموسيقى
منذ فيلم "نور عيني"، انفصل مظهر تامر الخاص بهويته الموسيقية عن أدواره على الشاشة الكبيرة والصغيرة، حيث قدَّم المواطن المتخم بالقتل ظلمًا في مسلسل "آدم" حيث ظهر حليقًا بشكل كامل، كما كانت أبرز ستايلاته بعدها في فيلم "أهواك" عام 2015، حيث يقوم بدور دكتور جميل، بنظارة طبية وشنب وذقن شبه حليقة، وملابس زاهية الألوان.
قبل أن يأخذ ستايل حليق الذين بالكامل وبشنب مهندم أيضًا، حين يقوم بدور شاب ينتحل شخصية ضابط في فيلم "البدلة" الكوميدي عام 2018، بمشاركة أكرم حسني.
عاد بعدها لإضافة الذقن مرة أخرى مع ملابس أكثر إبرازًا للعضلات في فيلم "الفلوس" الصادر عام 2019. واستمر مع هذا الستايل في السنوات الماضية وإن بدأنا نرى المزيد من إطلالاته باللون الأبيض، ومال لتفتيح شعره، ليبدو مظهره مع ألبوم "هرمون السعادة" وحتى ظهوره مؤخرًا، محمّلًا بالحيوية بما يتناسب مع روح الصيف.