بعد عقود من النجومية: أغنيات أنغام بين الأمس واليوم

نجحت أنغام في الحفاظ على ملامح شخصيتها الفنية طوال عقود وتمكّنت من أن تواكب تطوّر المشهد الموسيقي في المنطقة
أنغام (بيليف)
أنغام (بيليف)
Change Font Size 20

ظهرت في منتصف الثمانينيات طفلة تمتلك صوتًا ذا خامة دافئة وإحساسًا قويًا، قدَّمت أغانٍ لأيقونات مصر مثل أم كلثوم وليلى مراد، لتبدأ مشوارها الفني في سن مبكرة، ويتعلق بها الجمهور منذ بداياتها. استطاعت هذه الموهبة رسم ملامح لشخصيتها الفنية والحفاظ عليها طوال أكثر من ثلاثة عقود، وأصبحت الفنانة أنغام التي تمكّنت من مواكبة تطوّر المشهد الموسيقي في المنطقة، والتأقلم مع ما يحبه جمهورها. اتّجهت أنغام نحو البوب الشبابي بالصيغة التي اتخذها مع بداية الألفية الجديدة ونجحت في خوض غماره، كما حرصت طوال مسيرتها الفنية أيضًا على تقديم أعمال بلهجات مختلفة مثل الخليجية خاصة في ألبومها الأخير مزح عام 2020 أو اللبنانية كما في أغنيتها بكره الموسيقى.

ولعل جمهور الحفلات الحية الكثيرة التي تقدّمها أنغام يتساءل دومًا عما ستقدّمه في كلّ مرة كمختارات من أرشيفها الكبير. فإذا عدنا بالذاكرة إلى الأعمال البارزة التي أصدرتها في فترة الثمانينيات، لا بدّ لنا من أن نسترجع ألبومها الركن البعيد الهادي الصادر عام 1987 مع احتدام المنافسة في الساحة الموسيقية. حيث اعتمدت في هذا الألبوم على استخدام قوالب موسيقية شرقية بإيقاع مقسوم راقص. تعاونت أنغام في ألبومها مع أبرز الملحنين مثل والدها محمد علي سليمان والموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي أذن لها بأن تعيد غناء أغنية شادية الشهيرة بسبوسة. نجحت في المزج بين القالب والأداء الطربي وفي مواكبة التطوّر والخروج عن المألوف بكلمات جديدة وجذابة حظيت باهتمام المستمعين في تلك الفترة: "في الركن البعيد الهادي/ وفي نفس المكان في النادي/ أنا قاعدة مستنية/ أجمل حبيب في عينيا".

أما مؤخرًا ومع الوصول إلى العقد الرابع من مسيرتها الفنية، فجاءت إصدارات أنغام كأغنيات منفردة طوال هذا العام، وهي عشان أرضيك وسيبك انت وخليني شوية معاك. استمرت أنغام بتقديم ما يتناسب مع خامة صوتها وخاصة الأغنيات الحزينة كما في سيبك انت التي تميزت رغم شجنها بإيقاع راقص سريع وجذاب. تميّزت الإصدارات الأحدث لأنغام من حيث الموازنة في التسجيل بين صوت الآلات الحية والمدخلات التكنولوجية.

وعلى الرغم  من الاختلاف في الأزمنة، ومن التطوّر الفني الكبير الذي أحرزته أنغام، إلا أنّها حافظت على أوجه التشابه التي تجمع بين أغنياتها القديمة والحديثة، من حيث اختيارها  للمواضيع الرومانسية التي تناسب كل زمن، واعتماد ألحان أغنياتها على الوتريات الغربية مثل الكمنجات التي تمنحها طابعًا كلاسيكيًا خاصًا. بالإضافة إلى ذلك، تظهر دومًا في اختيارات أنغام عمق إحساسها بمعاني الكلمات التي تؤديها بغض النظر عن الإيقاع المصاحب.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع