أصدرت نانسي عجرم مؤخرًا أحدث فيديو كليباتها لأغنية "من نظرة"، ليضم تسع إطلالات مختلفة عبر أربعة دقائق، جميعها إطلالات برّاقة وترندي وتشع بالحيوية بما يتناسب مع روح الأغنية الصيفية. بالعموم، وبعيدًا عن إطلالاتها على المسرح وفي الحفلات وفي حياتها الشخصية، كان لإطلالات نانسي في فيديو كليباتها خصوصية كبيرة، مرتبطة أحيانًا بالشخصيات التي تلعب دورها لإيصال الحكاية، أو تصوّر معين تود أن تدعمه في أحيان أخرى.
فستان أسود صغير
على طريقة كوكو شانيل انطلقت مسيرة نانسي عجرم والإطلالة الأبرز من بداياتها، مع الفستان الأسود الشهير في كليب "أخاصمك آه"، والذي انطبع في ذاكرة الجمهور العربي مع بداية الألفية رغم أنه كان بسيطًا كلاسيكيًا، لم يتخلله من إكسسوارات سوى الأساور الذهبية التقليديو وتصفيفة الشعر المموج التي لم تعد إلها نانسي طوال مسيرتها بعد ذلك إلا نادرًا. أما الفستان الأسود القصير السادة فعادت لتزوره مرة ثانية مع صدور فيديو كليب "في حاجات" بعدها بسنوات طويلة، وزينته بالروج الأحمر الفاقع.
كان ظهور نانسي مع بداية الألفية بهذا اللوك، وهي ترقص على الإيقاع الشرقي في مقهى شعبي بهذا الفستان الذي يحدد تفاصيلها، لحظة فارقة في عالم الفيديو كليبات العربية. وظفت حينها نانسي إطلالة واحدة لترسيخ صورتها كفنانة شابة مليئة بالحيوية والدلع، إلا أن الفستان الأسود مع مرور السنوات أصبح فصلًا واحدًا افتتاحيًا من رحلة الفنانة التي ستصبح لاحقًا في قمة مشهد البوب في العالم العربي مع عشرات الإطلالات والفساتين والشخصيات التي لعبتها لتقدّم أغانيها عبر السنوات.
الذهبي الكلاسيكي
رغم تتالي هيتات نانسي مع الوصول إلى الألفية الجديدة من "أخاصمك آه" و"آه ونص" و"ياي" وغيرها، إلا أن فنانات تلك الفترة تعرضن لشيء من الوصم، مع تصنيفهن فنانات إغراء أو مغنيات زمن الفيديو كليب والفضائيات. لذا، وفيما يلي تلك النجاحات، بدأت نانسي تأخذ خطوات مدروسة فنيًا لإثبات نفسها كمغنية جدية إلى جانب كونها نجمة بوب تحتل الأضواء. وازت ذلك مع تغيرات في ستايلها في تلك الفترة، فبدأت بالظهور بلوكات أكثر نضوجًا بين الحين والآخر. في الجزء الثاني من كليب "إنتا إيه" تابعناها في مشهد دخول بفستان سوارية طويل باللون الذهبي للمرة الأولى. في مشهد تالي تقترب نانسي بفستانها الرسمي من البوفيه وتلتقط قطعة عنب لتأكلها سريعًا، وفي لقاء حول كواليس العمل ذكرت نانسي حينها أنها تحب نفسها جدًا في هذا المشهد.
تشابه هذا اللوك بعض الشيء بالسهرة المصورة التي أدّت فيها نانسي كوفر أغنية "مستنياك" للفنانة عزيزة جلال للمرة الأولى، وأثبتت فيها تمكنها من اللون الطربي، فشكّلت انعطافة كبيرة في مسيرتها وعلاقتها بالجمهور. ظهرت حينها نانسي بفستان سهرة رسمي بدرجة لون بين الوردي الفاتح والذهبي، وتصفيفة شعر كلاسيكية، وبدت مشعّة بباليتة ألوان تناسب لون بشرتها.
اللوك في خدمة الشخصية
إلا أن معظم لوكات الكليبات على امتدا مسيرة نانسي، لم تكن فقط لوكات نانسي وتفضيلاتها الشخصية من الأزياء، ففي النسبة الغالبة من كليباتها كانت توظف الستايل لتقديم شخصية في حكاية أو سردية معينة. في أغاني مثل "يا طبطب" و"معجبة مغرمة" كانت نانسي جزءًا من عالم سيرك استعراضي، ارتدت أزياء مهرجة مشردة في الأول، وظهرت كدمية ماريونيت في الثانية. استمر ذلك في كليبات مثل "بلمسة إيد" حيث كانت زوجة جندي في الحرب العالمية الثانية، و"شيخ الشباب" حيث كانت الفتاة الشقية البريئة المعجبة الشاب الجغل في الحي وتراقبه، حيث ظهرت للمرة الأولى بغرّة كثيفة مقصوصة فوق عينيها منحت وجهها مزيدًا من البراءة.
وعادت للشقاوة مع الكليب الأبرز "ما تيجي هنا" الذي لعبت فيه دور بائعة البطيخ، التي يقوم بمطاردتها واحتجازها شرطي وسيم. ظهرت حينها بإطلالة حمراء بالكامل من الفستان حتى الروج، وتزينت بسلسلة ذهبية طويلة
كاجوال مودرن
وعلى عكس الأغاني التي قدّمتها باللهجة المصرية وعلى إيقاع المقسوم، وجدت نانسي في أغانيها اللبنانية مساحة أوسع لتقديم لمسات معاصرة سواء في الموسيقى وتوزيعاتها أو حتى في الإطلالات كذلك التي بدت أكثر معاصرةً وعملية. ظهرت في الأغنية الرومانسية الهادئة "قلبي يا قلبي" بكنزة صوفية حمراء بسيطة وبنطال جينز تقليدي.
أما في هيت "بدنا نولع الجوّ" فقد ولعت ذلك الصيف بإطلالتها بالسترة الرياضية الخفيفة الفينتج بتدرجات اللون الأزرق مع الجينز والكعب العالي، والتي أطلقت بها صيحة استمرت لسنوات تالية حيث كانت السترة الرياضية بطلة اللوك حتى في المناسبات الرسمية، إذ يعتمد الأمر على المكياج والإكسسوارات لإضفاء الحيوية على اللوك.
ترندي على جميع الجبهات
لم يكن أمرًا غريبًا بعد عقدين من صدارة مشهد البوب في العالم العربي، أن باتت نانسي تطلق الترندات عوض أن تتبعها. باتت لوكاتها أكثر تجديدًا وجرأةً، ولم تمانع دمج ألوان متضادة، فجمبعها تليق بها بكل الأحوال. ومع تتالي أغانيها ذات الروح الصيفية الحيوية، حرصت على مجاراة إطلالتها لروح الصيف. أبرز وأحدث مثال على ذلك كان في كليب أغنية "تيجي ننبسط" الصادر في صيف العام 2023، حيث ظهرت بـ سِت من قطعتين متماثلتين باللون الأبيض، بدا مناسبًا لجميع الأوقات من الصباحات على الشاطىء إلى السهرة الليلة. ومنذ صدور الفيديو، أصبحت هذه السِتات متماثلة اللون ترند اللوكات الصيفية وأزياء الشواطىء على امتداد العالم العربي